فصل: كتاب الخلع

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطلع على أبواب المقنع ***


كتاب الوقف

الوقف مصدر وقف، يقال‏:‏ وقف الشيء وأوقفه، وحبسه وأحبسه، وسبله، كله بمعنى واحد، وهو مما اختص به المسلمون‏.‏ قال الشافعي رحمه الله‏:‏ لم يحبس أهل الجاهلية فيما علمته، وإنما حبس أهل الإسلام، وسمي وقفاً، لأن العين موقوفة، وحبساً، لأن العين محبوسة‏.‏ وحدّ المصنف رحمه الله لم يجمع شروط الوقف‏.‏

وحدّه غيره فقال‏:‏ تحبيسُ مالِكٍ مطلق التصرف ماله المنتفع به، مع بقاء عينه، بقطع تصرف المالك، وغيره في رقبته، يصرف ريعه إلى جهة بِرٍّ تقرباً إلى الله تعالى‏.‏

«أو سقاية» السقاية، بكسر السين‏:‏ الموضع الذي يتخذ فيه الشراب في المواسم، وغيرها، عن ابن عباد‏:‏ والمراد هنا بالسقاية‏:‏ البيت المبني لقضاء حاجة الإنسان، فلعله سُمِّيَ بذلك تشبيهاً بذلك، ولم أره منصوصاً عليه في شيء من كتب اللغة والغريب، إلا بمعنى موضع الشراب، وبمعنى الصواع‏.‏

«أو يقرن» أي‏:‏ يجمع ويضع، والمشهور ضم الراء، وقد حكي كسرها‏.‏

«والرياحين» جمع ريحان بكسر الراء، قال أبو السعادات‏:‏ هو كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم‏.‏

«والقناطر» القناطر‏:‏ جمع قنطرة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وهي الجسر‏.‏

«وكتابة التوراة والانجيل» التوراة‏:‏ الكتاب الذي أنزله الله تعالى على موسى ـ عليه السلام ـ وقال العزيزي في تفسير غريب القرآن‏:‏ التوراة‏:‏ معناها‏:‏ الضياء والنور، وقال البصريون‏:‏ أصلها وَوْرِيَة فَوْعِلَة من وَرِيَ الزند، وَوَرَى لغتان‏:‏ إذا خرجت ناره، لكن قلبت الواو الأولى تاء، كما قلبت في «يولج» وأصله «وولج» أي‏:‏ دخل، والياء قلبت ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها‏.‏ وقال الكوفيون‏:‏ توراة أصلها «تورية» على تفعِلة، ويجوز أن يكون تورية على «تَفْعَلة» فنقل من الكسر إلى الفتح، كقولهم‏:‏ جارية وجاراة‏.‏

والإنجيل‏:‏ الكتاب المنزل على عيسى بن مريم عليهما السلام‏.‏ وهو فعيل من النجل، وهو الأصل‏.‏ والإنجيل‏:‏ أصله لعلوم وحكم‏.‏ ويقال‏:‏ هو من نجلت الشيء‏:‏ إذا استخرجته وأظهرته، فالانجيل‏:‏ مستخرج به علوم وحكم‏.‏

«والملك» الملك، بفتح اللام‏:‏ أحد الملائكة، أصله مَألَكٌ مشتق من المَألكة بفتح اللام وضمها‏:‏ وهي الرسالة، سمي بذلك، لأنه مُبَلِّغ عن الله تعالى عزّ وجل ثم حولت الهمزة إلى موضع اللام، ثم خففت الهمزة بحذفها وإلقاء حركتها على الساكن قبلها، فوزنه حينئذ «فَعَلْ» وقد جاء على الأصل في الصورة‏.‏ قال الشاعر‏:‏

فَلَسْت لانْسِيٍّ وَلكنْ لمألك

تَنَزَّلَ مَنْ جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ

فوزن مَأْلَك مَفْعَل‏.‏

«على من لا يجوز ثم على من يجوز» الأصل‏:‏ على من يجوز عليه، والضمير في يجوز عائد على الوقف الدال عليه وقف، لأن ذكر الفعل مشعر بالمصدر، وحذف العائد على «مَنْ» لأنه مجرور بحرف جر الموصول بمثله، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويشرب مما تشربون‏}‏ تقديره‏:‏ منه، ومنه قول الشاعر‏:‏

نُصَلِّي لِلَّذِي صلَّتْ قُرَيْشٌ

وَنَعْبُدُهُ وَإن جحد العموم

«ولم يذكر مآلاً» المآل بهمزة مفتوحة بعد الميم المفتوحة‏:‏ المرجع، يقال‏:‏ آل يؤول مآلاً، أي‏:‏ مرجعاً‏.‏

«يشتري بهما مثلها» الضمير في بهما عائد إلى قيمتها، وقيمة ولدها‏.‏

«في التقديم والتأخير» وبقية الصور، فمثال التقديم والتأخير‏:‏ يبدأ ببني هاشم، ثم بني المطلب، ومثال الجمع والترتيب‏:‏ وقفت على أولادي، ثم على أولاد أولادي، ومثال التسوية‏:‏ الذكر والأنثى سواء‏.‏ ومثال التفضيل‏:‏ للذكر مثل حظ الأنثيين‏.‏ ومثال الإخراج بصفة‏:‏ من تزوجت، فلا نصيب لها، ومثال الإدخال بصفة‏:‏ من طلقت قسم لها‏.‏

«من غلته» غلته‏:‏ ثمرته، وكسبه، ونحوهما‏.‏

«على عقبه» عقبه‏:‏ بكسر القاف وسكونها، قال عياض‏:‏ هو ولد الرجل الذي يأتي بعده‏.‏

«أَو ذريته» قال أبو السعادات‏:‏ الذرية‏:‏ اسم لجميع نسل الإنسان من ذكر وأنثى، وأصلها الهمز، لكنهم لم يستعملوه إلا غير مهموز، ويجمع على ذريّات، وذراري مشدداً، وقيل‏:‏ أصلها من الذر، بمعنى التفريق، لأن الله تعالى ذرَّهم في الأرض، وقيل‏:‏ أصلها ذرورة بوزن فعولة، فلما كثر ذلك التضعيف أبدلت الراء الآخرة ياء، فصارت ذروية، ثم أدغمت الواو في الياء، فصارت ذرية فعلولة من ذرأ الله الخلق‏.‏

«لصلبي» قال الجوهري‏:‏ كل شيء من الظهر فيه فَقَارٌ فهو صُلْبٌ‏.‏ والصَّلَب بفتح الصاد واللام لغة فيه‏.‏ قال أبو السعادات‏:‏ الصُّلب‏:‏ الظهر‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ الصُّلْبُ، والصَّلْب، والصَّلَب، والصالب‏:‏ عظم الظهر‏.‏ وقال صاحب «المطالع» قوله‏:‏ الولد للصلب، أي‏:‏ الذي باشر ولادته‏.‏

«إلا أن يكونوا قبيلة» قال ابن عباد‏:‏ القبيلة من قبائل العرب‏:‏ الثلاثة فصاعداً، وقال الجوهري‏:‏ بنو أب واحدٍ، وقال المارودي في «الأحكام السلطانية» في الباب الثامن عشر، رتبت أنساب العرب ست مراتب جمعت طبقات أنسابهم‏.‏ وهي شعب، ثم قبيلة، ثم عمارة ثم بطن، ثم فخذ، ثم فصيلة‏.‏ فالشعب‏:‏ النسب الأبعد، كعدنان، سمي شعباً، لأن العرب منه تشعبت، ثم القبيلة، وهي‏:‏ ما انقسمت فيه أنساب الشعب، كربيعة، سميت قبيلة لنقابل الأنساب فيها، ثم العمارة، وهي‏:‏ ما انقسمت فيها أنساب القبائل، كقريش وكنانة، ثم البطن، وهو‏:‏ ما انقسمت فيه أنساب العمارة، كعبد مناف، ثم الفخذ، وهو‏:‏ ما انقسمت فيه أنساب البطن، كبني هاشم، ثم الفصيلة، وهي‏:‏ ما انقسمت فيها أنساب الفخذ، كبني العباس‏.‏ فالفخذ‏:‏ يجمع الفصائل، والبطن‏:‏ يجمع الأفخاذ، والعمارة‏:‏ تجمع البطون‏.‏ والقبيلة‏:‏ تجمع العمائر، والشعب‏:‏ يجمع القبائل، فإذا تباعدت الأنساب، صارت القبائل شعوباً، والعمائر قبائل آخر كلامه‏.‏ وقد نظمتها في هذا البيت ليسهل حفظها‏:‏

الشّعبُ ثُمّ قَبيلةٌ فَعُمارَةٌ

فالبطنُ ثُمَّ الفَخذُ ثُمّ فصيلته

«على قرابته» قال الجوهري‏:‏ القرابة‏:‏ القربى في الرحم، وهو في الأصل مصدر، تقول‏:‏ بيني وبينه قرابة، وقرب، وقربى، ومقْرَبَة، ومقْرُبة، وقُرْبَة بضم القاف، وهو قريبي، وذو قرابتي، والعامة تقول‏:‏ هو قرابتي‏.‏ آخر كلام الجوهري، فكلام المصنف رحمة الله تعالى هنا يحتمل حذف مضاف، تقديره‏:‏ على ذوي قرابته، أو ذوي قرابة فلان، وليس هذا من كلام العامة، بل من كلام العرب، والله أعلم‏.‏

«ونسباؤه» واحدهم نسيب، كقريب لفظاً ومعنى، عن الجوهري‏.‏

«والعترة» هو العشيرة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ عِترة الرجل‏:‏ ذريته ورهطه الأدنون، من مضى منهم، ومن غبر‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ عترة الرجل‏:‏ ولده، وذريته، وعقبه من صلبه‏.‏ وأما العشيرة، فقال الجوهري‏:‏ العشيرة‏:‏ القبيلة، وقال عياض‏:‏ عشيرة الإنسان‏:‏ أهله الأدنون، وهم بنو أبيه‏.‏

«والأيامى والعزاب» الأيامى‏:‏ واحدهم أيِّم‏.‏ وحكى أبو عبيد‏:‏ أيّمة‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ رجل أيِّم، وامرأة أيِّم، سواء تزوج الرجل أو لم يتزوج، وسواء أكانت المرأة بكراً أو ثيباً‏.‏ قال الحريري‏:‏ اتفق أهل اللغة على أن الأيم‏:‏ يطلق على كل امرأة لا زوج لها‏.‏ وقال ابن خالويه‏:‏ وقال آخرون‏:‏ لا يكون الأيم إلا بكراً، والأول أصح‏.‏ وقال القاضي عياض‏:‏ أكثر ما يكون في النساء، ولذلك لم يقل بالهاء كطالق‏.‏ ويقول في الدعاء على الرجل‏:‏ ماله عامٌّ وآمٌ، أي‏:‏ بقي بغير ابن ولا زوجة‏.‏ وأما العزاب، فجمع، قياس واحدته‏:‏ عازب‏.‏ والمعروف في اللغة‏:‏ رجل عزب، وامرأة عزب، وعزبة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ العزاب‏:‏ الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء‏.‏ والاسم‏:‏ العُزبة، والعزوبة‏.‏ قال غير واحد من أهل اللغة‏:‏ ولا يقال‏:‏ أعزب، وهي لغة حكاها الإمام أبو منصور الأزهري في كتاب «تهذيب اللغة» عن أبي حاتم، وقد ثبت في «صحيح البخاري» عن ابن عمر ـ رضى الله عنه ـ ما‏:‏ وكنت شاباً عزباً‏.‏ وفي بعض ألفاظه‏:‏ أعزب‏.‏

«وأما الأرامل» الأرامل‏:‏ جمع أرمل، وأرملة‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ الأرمل‏:‏ الرجل الذي لا امرأة له، والأرملة‏:‏ المرأة التي لا زوج لها‏.‏ وقال ابن السكِّيت‏:‏ الأرامل‏:‏ المساكين من رجال، ونساء، قال‏:‏ ويقال لهم ذلك وإن لم يكن فيهم نساء، قال أبو السعادات‏:‏ الأرمل‏:‏ الذي ماتت زوجته، والأرملة‏:‏ التي مات زوجها، سواء كانا غنيين، أو فقيرين‏.‏

«وله موال من فوق ومن أسفل» موالٍ‏:‏ واحدهم مولى، ذكر له صاحب «الوجوه والنظائر» عشرة معان‏:‏ المحب المتابع، والسيد، والمعتَق، والمعتِق، وابن العم، والحليف، والشريك، والجار، والنديم، والولي‏.‏ وزاد غيره إطلاقه على الناصر، وعلى العبد، وعلى الرب، وعلى المالك، وغير ذلك‏.‏ والمراد الذي في «المقنع»‏:‏ المعتَق، والمعتِق، قال أبو السعادات‏:‏ وتختلف مصادر هذه الأسماء، فالولاية بالفتح في النسب، والنصرة، والمعتِق‏.‏ والولاية بالكسر في الأمر، والولاء في المعتق‏.‏ والموالاة‏:‏ من والى القوم‏.‏ وفوقُ وأسفلُ مبنيان على الضم، ويجوز تنوينهما مجرورين، مقصوداً بهما التنكير‏.‏

«واستيعابهم» أي‏:‏ يعمهم بالعطاء، وهو‏:‏ استفعال من وعب الشيء، ويقال‏:‏ أوعبه‏:‏ إذا أخذه كله‏.‏

«فيباع» هو‏:‏ مرفوع لا يجوز نصبه‏.‏

«الحبيس» هو فعيل بمعنى‏:‏ مفعول، يقال‏:‏ حبس الفرس، وأحبسها، وحبَّسها مثقَّلاً، واحتبسها فهو محتبس، وحبيس، وحُبس بضم الحاء‏.‏

«بعض آلته» قال ابن سيده في «محكمة» الآلة‏:‏ الشِّدّة، والآلة‏:‏ ما عملت به من الآداة، يكون واحداً، وجمعاً، وقيل‏:‏ هو جمع لا واحد له من لفظه، ذكره فيما عينه واو، والمراد هنا بالآلة‏:‏ ما كان من خشب، أو حجارة، أو أجر، ونحو ذلك، مما يستغنى عنه، ولعلها سميت بذلك، لكونها أدواتٍ يبنى بها‏.‏

كتاب الهبة والعطية

قال أهل اللغة‏:‏ يقال‏:‏ وهبت له شيئاً وهْباً، ووَهَباً بإسكان الهاء وفتحها، وهبةً‏.‏ والاسم‏:‏ الموْهِب، والموهِبَة بكسر الهاء فيهما، والاتهاب‏:‏ قبول الهبة، والاستيهاب‏:‏ سؤال الهبة، وتواهب القوم‏:‏ وهب بعضهم بعضاً، ووهبته كذا، لغة قليلة، قال الإمام زكرياء يحيى النووي فيما أجاز لنا روايته عنه‏:‏ الهبة، والهدية، وصدقة التطوع‏:‏ أنواع من البِرِّ متقاربة، يجمعها تمليك عين بلا عوض، فإن تمحض فيها طلب التقرب إلى الله تعالى بإعطاء محتاج، فهي صدقة، وإن حملت إلى مكان المهدى إليه، إعظاماً له، وإكراماً وتودداً، فهي هدية، وإلا، فهبة‏.‏

وأما العطية، فقال الجوهري‏:‏ الشيء المعطى، والجمع‏:‏ عطايا، والعطية هنا‏:‏ الهبة في مرض الموت، فذكر الهبة في الصحة والمرض، وأحكامها‏.‏

«وإن شرط ثواباً» الثواب‏:‏ العوض‏.‏ وأصله‏:‏ من ثاب‏:‏ إذا رجع، فكأن المئيب يرجع إلى المثاب، مثل ما دفع‏.‏

«وهبتك» حقه أن يقول‏:‏ وهبت لك، لكنه على اللغة القليلة المتقدم ذكرها‏.‏

«إلا في العمري» العُمْرى، بضم العين‏:‏ نوع من الهبة، مأخوذة من العُمُر، قال أبو السعادات‏:‏ يقال‏:‏ أعمرته الدار عُمري، أي‏:‏ جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات، عادت إليَّ، كذا كانوا يفعلونه في الجاهلية، فأبطل ذلك الشارع وأعلمهم أنّ من أعْمَر شيئاً، أو أَرْفَبَه في حياته، فهو لورثته من بعده‏.‏

«أو أَرقبتكها» قال ابن القطاع‏:‏ أَرْقَبْتُك‏:‏ أَعْطَيْتُكَ الرُّقْبَى، وهي هبة ترجع إلى المرْقِب إن مات المرقَبْ، وقد نهي عنه، والفاعل منها‏:‏ مُعْمِر، ومُرْقِبْ، بكسر الميم الثانية والقاف، والمفعول‏:‏ بفتحهما‏.‏

«رغبة» بفتح الراء مصدر رغب في الشيء‏:‏ طلبه، أو أراده‏.‏

«والصداع» قال الجوهري‏:‏ الصُّدَاع‏:‏ وجع الرأس‏.‏ وقال ابن القطاع‏:‏ صُدع الرجل صُداعاً‏:‏ وجعه رأسه، ويقال‏:‏ أوجعه رأسه، حكاهما أبو عثمان‏.‏

«المخوف كالبرسام» المخوف بالنصب‏:‏ صفة لمرض، لا للموت‏.‏

والبرسام‏:‏ بكسر الباء معرَّب‏:‏ علة معروفة، وقد برسم الرجل، فهو مبرسم‏.‏ وقال عياض‏:‏ هو مرض معروف، وورم في الدماغ يتغير منه عقل الإنسان ويهذي‏.‏ وقيل فيه‏:‏ شرسام، بشين معجمة وبعد الراء سين مهملة‏.‏

«وذات الجنب»‏:‏ هي‏:‏ قرحة تصيب الإنسان داخل جنبه، وقال أبو السعادات‏:‏ ذات الجنب هي‏:‏ الدُّبَيْلَة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب، وتنفجر إلى داخل، وقلما يسلم صاحبها‏.‏

والمجنوب‏:‏ الذي أخذته ذات الجنب، وقيل‏:‏ الذي يشتكي جنبه‏.‏

«والرعاف» تقدم في الحيض‏.‏

«والقيام المتدارك» وهو مرض المبطون الذي أصباه الإسْهال‏.‏

«كالسل والجذام والفالج» السِّل، بكسر السين، والسلام‏:‏ داء معروف، وقد سُلَّ وأَسَلْه الله تعالى، فهو مسلول على غير قياس‏.‏

والجُذَامُ‏:‏ داء معروف، كأنه من جُذِمَ، فهو مَجْذُومٌ‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ ولا يقال‏:‏ أجذم‏.‏

والفالج‏:‏ داء معروف يرخي بعض البدن، وقال ابن القطاع‏:‏ وفُلِجَ فالجاً‏:‏ بطل نصفه، أو عضو منه‏.‏

«التحام الحوب» التحام الحرب‏:‏ كناية عن اختلاط بعضهم ببعض، كاشتباك لحمة الثوب بالسُّدى، أو لأن بعضهم يلحم بعضاً، أي‏:‏ يقتل، أو لكثرة لحوم القتلى‏.‏

«أو وقع الطاعون» قال أبو السعادات‏:‏ الطاعون‏:‏ المرض العام، والوباء الذي يُفْسِدُ الهواء، فتفسد به الأمزجة والأبدان‏.‏ وقال عياض‏:‏ هو قروح تخرج في المغابن وغيرها، لا يلبث صاحبها، وتعم ءذا ظهرت‏.‏

«المخاض» تقدم في بهيمة الأنعام‏.‏

«مراعى» هو اسم مفعول من‏:‏ راع الشيء بمعنى راقبه وانتظره أن يكون ذلا مراقباً منتظراً ما يؤول أمره إليه‏.‏

«حابى» تقدم في الحجر والشركة‏.‏

«بعد الذكر المائتين وهي مهر مثلها» كذا بخطه رحمه الله تعالى، والأحسن‏:‏ «وهما» لكن الضمير المؤنث يعود إلى الدراهم، لأنها مدلول المائتين والله سبحانه أعلم‏.‏

كتاب الوصايا

الوصايا‏:‏ جمع وصية، قال ابن القطاع‏:‏ يقال‏:‏ وصَّيْتُ إليه وصَاية ووصِيَّة، وَوَصَّيْتُهُ وأَوْصَيْتُه، وأَوْصَيْتُ إليه، وَوَصَّيْتُ بالشيء وَصْياً‏:‏ وَصَلْتُهُ‏.‏ قال الأزهري‏:‏ وسُميت الوصية وصية، لأن الميت لما أوصى بها، وصَلَ ما كان فيه من أيام حياته بما بعده من أيام مماته، يُقال‏:‏ وصّى وأوصَى بمعنى، ويقال‏:‏ وصى الرجل أيضاً، والاسم‏:‏ الوصيّة والوَصَاة‏.‏

«ومن السفيه» في أصح الوجهين تصح وصيّة السفية بالمال، فأما على الأولاد، فلا تصح قولاً واحداً، لأنه لا يملك التصرف بنفسه، فوصيته أحق وأولى‏.‏

«من اعتقل لسانه» اعتقل‏:‏ بفتح التاء مبنياً للفاعل‏:‏ امْتَسَك، عن ابن سيده، وحكي‏:‏ اعتقله‏:‏ حبسه، فيجوز ضم التاء مبنياً للمفعول‏.‏

«تزاحم» أصل المزاحمة‏:‏ المضايقة، وهي هنا كذلك، لأنه يضيق على أصحاب الوصايا بتنقيص أنصابهم‏.‏

«فيدخله الدور» الهاء عائدة على الزِّحام الدّال عليه «يُزاحم» أو على العمل المذكور من قَسْم الثلث بينهما، وتتميم الواجب‏.‏ والدور‏:‏ مصدر دار، يَدُور، دَوْراً، ودَوَرَاناً‏:‏ إذا طاف الشيء بالشيء، من جميع جهاته، والمراد بالدور هنا‏:‏ توقف معروفة كل واحد من مقدار الثلث، وما يستحق بالمزاحمة على الآخر‏.‏ والدور في غير هذه الصورة على نحو ذلك‏.‏

«تتمة الواجب» التتمة تفعلة من‏:‏ تم الشيء يتم تماماً، وتممه غيره تتميماً، والتتمة‏:‏ المراد بها ما يتم به الشيء‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الموصى له

الموصى له‏:‏ اسم مفعول من أوصيت له بكذا، أي‏:‏ مَلَّكْتُه إياه بعد الموت‏.‏

«لكتب القرآن» بفتح الكاف وسكون التاء، مصدر‏:‏ كَتَب‏.‏

«أو لفرس حبيس» فعيل بمعنى‏:‏ مفعول، أي‏:‏ الفرس الموقوف‏.‏

«وإن وصَّى في أبواب البر صرف في القرب» البِرّ‏:‏ بكسر الباء‏:‏ الطاعة، والخير، والإحسان إلى الناس‏.‏

والقُرَب‏:‏ جمع قرْبة، وهو‏:‏ كل ما يُتَقَرب به إلى الله تعالى‏.‏

«لاهل سكته» السكة‏:‏ الزقاق‏.‏ عن الجوهري‏.‏ وهي في الأصل‏:‏ الطريقة المُصْطَفَّة من النخل‏.‏ وقيل‏:‏ الأزقة‏:‏ سِكَكٌ، لاصْطِفَاف الدور فيها‏.‏

«مستدار أربعين» مستدار‏:‏ اسم مفعول من‏:‏ استدار بالشيء‏.‏ إذا أحاط به من جوانبه، كاستدارة الهالة بالقمر‏.‏ والمراد‏:‏ أربعين داراً مستديرة، فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، كسحق عمامة، وجرد قطيفة، أي‏:‏ عِمَامة سَحْق، وقطيفة جَرد‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الموصى به

«كالبعير والثور» الثَّوْرُ‏:‏ الذكر من البقر، والأنثى‏:‏ ثَوْرَة‏.‏ والجمع ثِوَرَة، كعود وعِوَدَة، وثِيرَةٌ وثِيرانٌ كجيرَةٍ وجِيران، وثِيرَةٍ أيضاً‏.‏ قال المبرد‏:‏ إنما قالوا‏:‏ ثِيرَة ليفرقوا بينه وبين ثِوَرَة الأقِطِ، وبَنَوْهُ على فِعَلَةٍ ثُم حركوه‏.‏

«البضع» تقدم في العارية‏.‏

«اقتضي» بضم التاء‏:‏ مبني للمفعول، أي‏:‏ طلب وَأخذ، وهو افْتِعَال من القضاء‏.‏

«بشيء بعينه» الباء زائدة في البدل، كقولك‏:‏ مررت بأخيك بزيد، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لجَعَلْنا لِمَنْ يكْفُر بالرحْمَنِ لبُيُوتِهم‏}‏‏.‏ ولا يجوز أن يكون بعينه توكيداً، لوجهين‏.‏ أحدهما‏:‏ أن «شيئاً» نكرة، غير محدودة، فلا يجوز توكيدها‏.‏ والثاني‏:‏ أن إعادة العامل إنما جاء في البدل لا في التوكيد‏.‏

«وإن أتلف المال كله غيره» غَيره منصوب على الاستثناء، لأنه من موجب‏.‏

«على حسب مالهما» أي‏:‏ على قدر مالهما بفتح الحاء والسين المهملتين‏.‏

«مثل نسبة الثلث إليه» قال ابن القطاع‏:‏ نَسَبْتُ الإنسانَ نَسَباً ونُسبةً ونِسبة‏:‏ بضم النون وكسرها‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ النَّسَب‏:‏ واحد الانْساب، والنُّسبة، والنِّسبة، وانْتَسَب إلى أبيه، أي‏:‏ اعْتَزى، فيجوز أن يكون هنا بالضم والكسر تشبيهاً بذلك‏.‏

«بتمام الثلث» التَّمامَ‏:‏ مصدر تَمّ الشيء يَتِمُّ تماماً، والمراد‏:‏ ما يتم الثلث مصدر بمعنى‏:‏ المفعول‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الوصية بالأنصباء والأجزاء

«وإن وصَّى بضعف نصيب ابنه، أو بضعيفه» الضعف‏:‏ بكسر الضّاد‏:‏ المثل في أصل اللغة، قال الجوهري‏:‏ وضِعْفُ الشيء‏:‏ مثله‏.‏ وضِعْفاه‏:‏ مثلاه، وأضعافه‏:‏ أمثاله‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ فأما أهل اللغة، فالضِّعْفُ عندهم في الأصل‏:‏ المثل‏.‏ فإذا قيل‏:‏ ضَعَّفْت الشيء، وضَاعَفْته، وأضْعَفْته‏:‏ جعل الواحد اثنين، ولم يقل أحد منن أهل اللغة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يضاعَف لها العذاب ضعفين‏}‏ أي‏:‏ يجعل الواحد ثلاثة أمثاله، غير أبي عبيدة، وهو غلط عند أهل العلم باللغة‏.‏ وقال أبو عبيد القاسم بن سلام‏:‏ الضِّعْف‏:‏ المثل، كقولهما‏.‏ وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى‏:‏ ضعف الشيء‏:‏ هو ومثله‏.‏ وضعفاه‏:‏ هو ومثلاه‏.‏ وثلاثة أضعافه‏:‏ أربعة أمثاله، وعلى هذا‏.‏ وقال أبو ثور‏:‏ ضِعْفَاه‏:‏ أربعة أمثاله، وثلاثة أضعافه‏:‏ ستة أمثاله‏.‏ قال المصنف رحمه الله تعالى في «المغني»‏:‏ وهو ظاهر الفساد، لما فيه من مخالفة الكتاب، والعُرْفِ، وأهل العربية‏.‏

«بجزء أو حظ» الجزء‏:‏ الحظ، والسهم‏:‏ بمعنى النصيب‏.‏ وعن إياس ابن معاوية‏:‏ السهم في كلام العرب‏:‏ السدس‏.‏

«وإن كملت فروض المسألة» كملت‏:‏ مثلث الميم عن غير واحد من أهل اللغة‏.‏

«ليس له إلا ثلثا المال التي كانت له» كذا بخط المصنف رحمه الله تعالى‏.‏ والأصل أن يقول‏:‏ اللتان كانتا، لأن الصفة، والضمير يشترط مطابقة كل واحد منهما من هو له، وإنما افرِدا، وأُنِّثَا، باعتبار المعنى، أي‏:‏ السهام الستة التي كانت له‏.‏

«وإن أجاز لصاحب النصف وحده دفع إليه نصف ما في يده، ونصف سدسه، أو ثلثه» يجوز رفعُ «نصفُ ما في يده» ونصبه، بناء على بناء رفع الفاعل والمفعول، فأما «أو ثلثه» فمعطوف بالرفع، والنصف، ولا يجوز جره، لفساد المعنى بذلك، ويظهر ذلك بالعمل‏.‏

«تصير ما ليس يعدل» ولم يقل‏:‏ يعدلان، لأنه أعاد الضمير إلى الأثلاث، والله أعلم‏.‏

باب الموصى إليه

المراهق‏:‏ بكسر الهاء، القريب من الاحتلام، يقال‏:‏ رهق، وراهق‏:‏ إذا قارب الاحتلام‏.‏

«وإن لم يخف تبعة» التّبِعة، والتَّبَعة، والتِّباعة‏:‏ ما يُتْبَعُ به الإنسان من غرامة، والله أعلم‏.‏

كتاب الفرائض

الفرائض‏:‏ جمع فريضة‏.‏ وهي في الأصل‏:‏ اسم مصدر من فرض، وافترض، ويسمى البعير المأخوذ من الزكاة وفي الدية‏:‏ فريضة‏:‏ فعلية بمعنى مفعولة‏.‏

قال الجوهري‏:‏ الفرض‏:‏ ما أوجبه الله تعالى، سمي بذلك، لأن له مَعَالِم وحدوداً‏.‏ والفرض‏:‏ العطية الموسومة، وفَرَضْتُ الرجل، وأَفْرَضْتُهُ‏.‏ إذا أعْطَيْتَهُ‏.‏ والفارض، والفرضي‏:‏ الذي يعرف الفرائض، وفرض الله تعالى كذا، وافترضه، والاسم‏:‏ الفريضة، وتسمى قسمة المواريث‏:‏ فرائض‏.‏ قال المصنف رحمه الله في «الكافي»‏:‏ وهو العلم بقسمة المواريث، كما قال الجوهري‏.‏ وجعل في «المقنع» الفرائض‏:‏ نفس القسمة، ويحتمل أن يكون على حذف المضاف، أي‏:‏ وهي علم قسمة المواريث‏.‏ والمواريث‏:‏ جمع ميراث، وهو المال المخَلَّف عن الميت، أصله‏:‏ مِوارث، انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها‏.‏ ويقال له‏:‏ التراث أيضاً أصل التاء فيه واو، وفي الجمع‏:‏ رجعت إلى أصلها‏.‏

«لا غير» مبنيّ على الضم، لقطعه عن الإضافة منونة‏.‏

«بالموالاة والمعاقدة» الموالاة‏:‏ مصدر وَالى، قال الجوهري‏:‏ الموالاة‏:‏ ضد المعاداة‏.‏ وأما المُعَاقَدَة، فمصدر عاقد يُعَاقد، قال الجوهري‏:‏ المعاقدة‏:‏ المعاهدة‏.‏

«وكونهما من أهل الديوان» الديوان‏:‏ بكسر الدال على المشهور، وحكي فتحها، وهو‏:‏ فارسيُّ معرَّب‏.‏ قال الجوهري‏:‏ الديوان‏:‏ أصله دِوَّان، فعوض من إحدى الواوين ياء، لأنه يجمع على دواوين‏.‏ ولو كانت أصلية، لقالوا‏:‏ دياوين‏.‏ ويقال‏:‏ دوَّنت الدواوين، قال الماوردي في «الأحكام السلطانية»‏:‏ وهو موضع لحفظ الحقوق من الأموال، والعمال، ومن يقوم بها من الجيوش، والعمال‏.‏ وفي تسميته ديواناً وجهان‏.‏ أحدهما‏:‏ أنّ كِسْرى اطّلع على ديوانة يحسبون، فقال‏:‏ دوَّانة، أي‏:‏ مجانين، ثم حذف التاء‏.‏ والثاني‏:‏ أن الديوان بالفارسية‏:‏ اسم للشيطان، فسمي الكتاب باسمهم، لحذقهم، ووقوفهم على الجَلِي، والخَفِيِّ، وسمي مكانهم باسمهم، وأول من وضع الديوان في الإسلام عمر‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ هو اسم الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش، وأهل العطاء، والمراد‏:‏ كونهما مكتوبين في ديوان واحد‏.‏

«ومولى النعمة، ومولاة النعمة» هما المعتق، والمعتِقة‏:‏ لأنهما وليا الأنعام بالاعتاق، والله أعلم‏.‏

باب ميراث ذوي الفروض

ذوي‏:‏ بمعنى أصحاب، واحده‏:‏ ذو، والفروض‏:‏ جمع فرض، وهو‏:‏ المقدَّر في الكتاب والسُنَّة‏.‏

«من كل جهة» الجِهَة‏:‏ أصلها وِجْهَة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ والوجْهَة بمعنى‏.‏

«فإن لم يفضل» بضم الضاد، وفتحها‏.‏

«إلا في الأَكْدرية» وفي تسميتها بذلك‏:‏ ثلاثة أقوال‏.‏

أحدها‏:‏ أنها كدرت على زيد بن ثابت أصوله، فإنه أعالها ولا عول عنده في مسائل الجد، وفرض للأخت مع الجد، ولا يفرض لأختٍ مع جد، وجمع سهامه وسهامها، ولا يجمع في غيرها‏.‏

والثاني‏:‏ أن رجلاً اسمه الأكدر، سئل عنها، فأفتى فيها على مذهب زيد فأخطأ فيها‏:‏ فنسبت إليه‏.‏ حكاهما المصنف رحمه الله في «المغني»‏.‏

والثالث‏:‏ أن الأكدر‏:‏ سئل عنها، فنسبت إليه‏.‏

«وتسمى الخرقاء» الخرقَاء‏:‏ بفتح الخاء والمد‏:‏ الحمقاء، والريح الشديدة، وقد خَرق‏:‏ بضم الراء، وفتحها، وكسرها‏:‏ حمق‏.‏ قال المصنف رحمه الله في «المغني»‏:‏ وتسمى المسبعة، لأن فيها سبعة أقوال‏.‏ والمسدسة، لأن معنى الأقوال السبعة ترجع إلى ستة، فأحد الأقوال السبعة ما ذكر، وهو مذهب زيد‏.‏ والثاني‏:‏ مذهب الصديق‏:‏ للأم الثلث، والباقي للجد، والثالث‏:‏ مذهب علي‏:‏ للأخت النصف، وللأم الثلث، وللجد السدس، والرابع‏:‏ للأخت النصف، وللأم ثلث ما بقي، وما بقي للجد، والخامس، عن ابن مسعود أيضاً‏:‏ للأخت النصف، والباقي بين الجد والأم نصفين، فيكون من أربعة‏.‏ والسادس، عن ابن مسعود أيضاً للأم السدس والباقي للجد‏.‏ والسابع‏:‏ مذهب عثمان، المال بينهم على ثلاثة‏.‏

«لكثرة اختلاف الصحابة» الصحابة‏:‏ قال أبو السعادات‏:‏ هو جمع‏:‏ صاحب، ولم يجمع فاعل على فعَالة إلاَّ هذا، ويُجمع صاحب على صَحْب، كراكِب وركْب، وعلى صِحاب‏:‏ كجَائِع وجِياع، وعلى صُحبة بضم الصاد‏:‏ كفَارِهٍ وفُرهَة، وعلى صُحْبان‏:‏ كشابٍّ وشُبَّان‏.‏ والأصحاب‏:‏ جمع صحاب، كفِراخٍ وأفْرَاخ‏.‏ وجمع الأصحاب‏:‏ أصاحيب، وقد تقدم في باب‏:‏ جزاء الصيد‏.‏

«إذا تحاذين» أي‏:‏ كان بعضهم حِذَاء بعض، قال الجوهري‏:‏ حاذاه، إذا صار بحذائه‏.‏

«جدة ذات قرابتين» صورتها‏:‏ أن يتزوج ابن ابن المرأة ببنت بنتها، فيولد لهما ولد، فتكون الجدة‏:‏ أُم أُم أُمه، وأُم أب أبيه، وإن تزوج ابن بنتها ببنت بنتها، فهي أُم أُم أُمه، وأُم أُم أبيه، هكذا ذكرهما المصنف‏:‏ في «المغني»‏.‏

«فصاعداً» منصوب على الحال، وناصبه‏:‏ واجب الاضمار‏.‏

«تكملة الثلثين» قال الأزهري‏:‏ كملت له عدد حقه تَكْمِيلاً، وتَكْمِلَة، فهو مُكْمل، وهو هنا منصوب على المصدر، والناصب له ما دل عليه‏.‏

«فللبنت النصف، ولبنات الابن السدس» لأن ذلك في قوة‏:‏ كمل لهم تكملة الثلثين‏.‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

باب العصبات

وهي جمع عصبة‏.‏ قال الجوهري‏:‏ وعصبة الرجل‏:‏ بنوه، وقرابته لأبيه‏.‏ وإنما سموا عصبة لأنهم عصبوا به، أي‏:‏ أحاطوا به، فالأب طرف، والابن طرف، والعم جانب، والأخ جانب، والجمع‏:‏ العصبات‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ واحد العصبة‏:‏ عاصب، على القياس، كطالب وطلبة، وظالم وظلمة‏.‏ وقيل للعمامة‏:‏ عصابة، لأنها استقلت برأس المعتم‏.‏ وقال ابن قتيبة‏:‏ العصبة جمع لم أسمع له بواحد، والقياس‏:‏ أنه عاصب‏.‏ قال المصنف رحمه الله في «الكافي»‏:‏ وهم كل ذكر ليس بينه وبين الميت أُنثى، فيخرج الأخوات مع البنات لفقدهم الذكورية‏.‏ وقال غيره‏:‏ العصبة‏:‏ كل وارث بغير تقدير، فلم يخصَّهُ بالذّكَر، فتدخل البنت، وبنت الابن مع أخيهما، والأخت للأب والأم مع أخيهما، وللأخت للأب والأم وللأب مع أخيهما، والأخوات مع البنات، والمعتقة، وغير ذلك‏.‏

«يعصبون أخواتهم» أي‏:‏ يجعلونهن عصبات، فيكنَّ عصبة بغيرهن‏.‏

«من بازائه»‏:‏ هو بكسر الهمزة، أي‏:‏ بحذائه‏.‏ قال الجوهري‏:‏ يقول‏:‏ هو بازائه، أي‏:‏ بحذائه‏.‏ وقد آزيته، أي‏:‏ حاذيته، ولا تقل‏:‏ وازيته‏.‏

«من أنزل منه» هو برفع «أنزل» خبر مبتدأ محذوف، أي‏:‏ من هو أنزل‏.‏

«قبيل آخر» قال الجوهري‏:‏ القبيل‏:‏ الجماعة يكون من الثلاثة فصاعداً، والجمع‏:‏ قُبُل‏.‏

«وتسمى المشركة، والحمارية» المشرَكة‏:‏ بفتح الراء‏:‏ المشرَك فيها، ولو كسرت الراء على نسبة التشريك مجازاً، لم يمتنع‏.‏ وأما الحمارية‏:‏ فإنما سميت بذلك، لأن عمر ـ رضى الله عنه ـ أسقط ولد الأبوين، فقال بعضهم‏:‏ يا أمير المؤمنين هَب أن أبانا كان حماراً، أليست أمُّنا واحدةً‏؟‏

وقيل‏:‏ إن بعض الصحابة قال ذلك، فسميت بذلك‏.‏ ذكرهما المصنف في «المغني»‏.‏

«وسميت ذات الفروخ» الفروخ‏:‏ جمع فرخ، وهو ولد الطائر، سميت بذلك لكثرة عولها، فإنها عالت بثلثيها عن السامري في «المستوعب»‏.‏ والله تعالى أعمل‏.‏

باب أصول المسائل

المسائل‏:‏ جمع مسألة، وهي‏:‏ مصدر سأل يسأل مسألة، وسؤالا، فهو من إطلاق المصدر على المفعول، كَخَلْق بمعنى‏:‏ مخلوق، فقولنا‏:‏ مسألة، أي‏:‏ مسؤولة، بمعنى‏:‏ يسأل عنها‏.‏

«لا تعول» قال الجوهري، العول‏:‏ عول الفريضة، وقد عالت، أي‏:‏ ارتفعت، وهو‏:‏ أن تزيد سهاماً، فيدخل النقص على أهل الفرائض‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ أظنه مأخوذاً من الميل، ويقال أيضاً‏:‏ عال زيد الفرائض، وأعالها، بمعنى‏:‏ يتعدى، ولا يتعدى، وعالت هي نفسها‏:‏ إذا دخل النقص على أهلها‏.‏

«وتعول على الأفراد» إنما كان عولها على الأفراد، دون الأزواج، لأن كل عددين، أو أعدادٍ بعضها زوج وبعضها فرد، لا يكون مجموعهما إلا فُرادى‏.‏

ومسألة اثني عشر‏:‏ لا بد أن يكون فيها ربع، وهو‏:‏ ثلاثة، وبقية الأعداد أزواج، فلذلك لا تعول إلا على الأفراد، ولذلك لا تعول أربعة وعشرون إلاّ إلى سبعةٍ وعشرين‏.‏

«وإن كان فريقاً» الضمير في «كان» للمردود عليه، والفَرِيق، والفِرَق، والفِرْقَة‏:‏ الطائفة‏.‏

«في الردِّ» الردُّ في اللغة‏:‏ الصرف، يقال‏:‏ رَدّ الشيء يَرُدُّه ردّاً‏:‏ إذا صرفه، فمعنى الرد في الفرائض‏:‏ صرف المسألة عما هي عليه من الكمال إلى النقص، وهو عكس العول، فإن العول ينقص السهام، والرد يكثرها، فيصير السدس نصفاً، فيما إذا كان سدسين ونحو ذلك‏.‏

باب تصحيح المسائل

«ضربت وفق أحدهما» قال الجوهري‏:‏ الوَفْق‏:‏ من الموافقة بين الشيئين، يقال‏:‏ حلوبته وَفْق عياله، أي‏:‏ لها لبن قدر كفايتهم، فالوَفْق هنا‏:‏ الجزء الذي وافق به أحدُ العددين الآخر‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب المناسخات

المناسخات‏:‏ جمع مناسخة، وهي‏:‏ مصدر نَاسَخَ مُنَاسَخة، كخاصَم مخاصَمَةً، وجمعه‏:‏ مناسخات، وناسخ‏:‏ فاعل من النسخ، قال الجوهري‏:‏ التناسخ في الميراث‏:‏ أن يموت ورثة بعد ورثة، وأصل الميراث قائم لم يقسم‏.‏

«ثلاثة» بالجر منوناً‏:‏ بدل من ربعها‏.‏

«مما صحت منه الأوليان» هو بضم الهمزة‏:‏ تثنية أُولى، مؤنث أَوَّل‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب قسم التركات

التَّرِكات‏:‏ جمع تَرِكة، وهي التُّراث المتروك عن الميت‏.‏

«على قراريط الدينار» القراريط‏:‏ جمع قيراط‏.‏ قال الجوهري‏:‏ هو نصف دانق، وأصله‏:‏ قرَّاط بالتشديد، لأن جمعه‏:‏ قَرارِيط، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء على ما ذكرناه في دينار‏.‏ وقال أبو السعادات‏:‏ القيراط‏:‏ نصف عُشْر الدينار في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءاً من أربعة وعشرين جزءاً‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب ذوي الأرحام

الأرحام‏:‏ جمع رَحِم، بوزن كَتِف، وفيه اللغات الأربع في الفخذ، قال أبو عباد‏:‏ وهو بيت منبت الولد‏:‏ ووعاؤه في البطن‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ الرحم‏:‏ رحم الأنثى وهي مؤنثة، والرحم‏:‏ القرابة‏.‏ قال صاحب «المطالع» يقال‏:‏ رَحِمٌ، ورُحْمٌ، وهي معنًى من المعاني، وهو‏:‏ النسب والاتصال الذي يجمع رحم والده، فسمي المعنى باسم ذلك المحلِّ تقريباً للأفهام، واستعارة جاريه في فصيح الكلام‏.‏ قلت‏:‏ يطلق ذو الرحم على كل قرابة، وهو المراد بقول المصنف رحمه الله تعالى في أول كتاب «الفرائض»‏:‏ رَحِمٌ، ونِكاحٌ، وولاَءٌ‏.‏ ويطلق ويراد به‏:‏ كل من ليس بذي فرض، ولا عصبة، وهو المراد بقوله في آخر كتاب «الفرائض»‏:‏ ذو فرض وعصبات، وذو رَحِمٍ، وهو المراد بقوله هنا‏:‏ ذوي الأرحام‏.‏

«ليس بذي فرض ولا عصبة» يجوز جر «عصبة» عطفاً على «ذي» أي‏:‏ ولا بعصبة، ويجوز نصبه عطفاً على محل المجرور، كأنه قال‏:‏ ليس ذا فرض، ولا عصبة‏.‏

«أدلت بأب»، أي‏:‏ توسلت به، يقال‏:‏ أدْلى فلان بحجته، أي‏:‏ احتج بها، ويقال‏:‏ دَلَوْتُ الدَّلْوَ وأدْلَيْتُها‏:‏ إذا أرسلتها في البئر، وإذا جذبتها‏.‏ والمشهور في اللغة‏:‏ أدليت الدلو‏:‏ أرسلتها ودلوتها‏:‏ جذبتها، ويقال‏:‏ دلوت بفلان إليك، أي‏:‏ استشفعت به‏.‏

«فاجتزء بأحدهما» هو بالهمز، وقد تقدم مثله عن قريب‏.‏

«كما يسقط الأب الأخوة» الأخوة‏:‏ بكسر الهمزة وضمها‏:‏ جمع أخ، أصله‏:‏ أخوٌ بالتحريك، لأنه جمع على إخاء كإناء، ويجمع أيضاً على إخوان، كحرب وحربان، وأكثر ما يستعمل الاخوان في الأصدقاء، والاخوة‏:‏ في الولادة، ملخث من «الصحاح»‏.‏

«ثلاث بنات عمومة» العمومة‏:‏ جمع‏:‏ عَمٍّ، كبعل وبعولة، والعمومة أيضاً‏:‏ مصدر، يقال‏:‏ وما كنت عماً، ولقد عممت عمومة، كالأبوة، والأخوة، والخؤولة، والأمومة، والبنوة‏.‏

«ومن مت بقرابتين» كان في «أصل» الشيخ بخط يده‏:‏ ومن أمت، فأصلحه شيخنا الامام شمس الدين أبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي عمر‏:‏ متّ، لأن المصنف رحمه الله أذن له في الإصلاح، قال غير واحد من أهل اللغة‏:‏ المثُّ‏:‏ التوسل، يقال‏:‏ فلان يمتُّ بكذا، أي‏:‏ يتوسل‏.‏

«ولا معاول» هو بفتح الواو، أي‏:‏ منقوص بالعول، والله أعلم‏.‏

باب ميراث الحمل

الحمل، بفتح الحاء‏:‏ ما في بطن الحبلى، ومصدر‏:‏ حمل الشيء، والحمل بالكسر‏:‏ ما حمل على ظهر، أو رأس‏.‏ وفي حمل الشجرة وجهان‏:‏ حكاهما ابن دريد، ويقال‏:‏ امرأة حامل، وحاملة‏:‏ إذا كانت حبلى، فإذا حملت شيئاً على رأسها أو ظهرها، فهي حاملة لا غير‏.‏

«وإذا استهل المولود صارخاً» قال الجوهري وغيره من أهل اللغة‏:‏ استهل المولود‏:‏ إذا صاح عند الولادة‏.‏ وقال القاضي عياض‏:‏ استهل المولود‏:‏ رفع صوته‏.‏ فكل شيء رفع صوته، فقد استهل، وبه سمي الهلال هلالا، لرفع الناس أصواتهم عند رؤيته‏.‏ والاهلال بالحج‏:‏ رفع الصوت بالتلبية، وحكى في «المغني» في الاستهلال المقتضي الميراث‏:‏ ثلاث روايات‏.‏

إحداها‏:‏ أنه الصراخ خاصة‏.‏

الثانية‏:‏ إذا صاح، أو عطس، أو بكى‏.‏

والثالثة‏:‏ أن تعلم حياته بصوت أو حركة، أو رضاع، أو غيره، فلو قال المصنف رحمه الله تعالى‏:‏ وإذا استهل المولود، ورث، كما قال في «الكافي»، لكان أولى، فإنه قال في «الكافي»‏:‏ وإن وضعته فاستهل‏.‏ ثم قال‏:‏ وهو الصوت، فقوله في «المقنع»، صارخاً‏:‏ حال مؤكدة، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تعثوا في الأرض مفسدين‏}‏‏.‏

«وورث» بضم الواو، وتخفيف الراء، ولا يجوز تشديدها، لفوات الدلالة على كونه موروثاً، وتكرير كونه وارثاً‏.‏

«وفي معناه العطاس» العطاس‏:‏ مصدر عطس يعطُس، ويعطِسَ‏:‏ بضم الطاء وكسرها‏.‏ قال ابن القطاع، وصاحب «المحيط» فيه‏:‏ عطس عطساً، فإذا كثر‏:‏ عطاساً، لأنه حينئذٍ يصير داء، كالزكام، والسلال، فلو قال‏:‏ وفي معناه العطس، لكان أولى‏.‏

«الاختلاج» الاضطراب، يقال‏:‏ اختلجت عينه‏:‏ إذا اضطربت‏.‏

«فاستهل أحدهما وأشكل، أقرع بينهما» أطلق العبارة، ولا يقرع بينهما إذا كانا ذكرين، ولا إذا كانا أنثيين، ولا ذكراً وأنثى أخوين لأم، ويقرع فيما سوى ذلك، والله أعلم‏.‏

باب ميراث المفقود

المفقود‏:‏ اسم مفعول من‏:‏ فقدت الشيء أفقده فقداً، وفِقْداناً، وفُقداناً، بكسر الفاء وضمها‏.‏

«أو في مفازة مهلكة» قال الجوهري‏:‏ المفازة‏:‏ واحدة المفاوز، قال ابن الأعرابي‏:‏ سميت بذلك تفاؤلاً بالسلامة، قلت‏:‏ ويجوز أن يكون سميت مفازة‏:‏ من فاز يفوز‏:‏ إذا مات، حكاها ابن القطاع، وغيره، وقال‏:‏ وهو من الأضداد، والمهلكة‏:‏ بفتح الميم واللام، ويجوز كسرها، حكاها أبو السعادات، وغيره، ويجوز ضم الميم مع كسر اللام‏:‏ اسم فاعل من أهلكت، فهي مهلكة، وهي الأرض يكثر بها الهلاك، يقال‏:‏ هلك الشيء يهلك بكسر اللام، وأهلكه غيره، وحكى ابن القطاع‏:‏ هلكه بمعنى‏:‏ أهلكه، وحكاها أبو عبيد عن تميم‏.‏

«في مدة التربص» التربص‏:‏ الانتظار، يقال‏:‏ ربصت به، وتربصت، أي‏:‏ انتظرت‏.‏

«اليقين» أي‏:‏ المتيقن، والله أعلم‏.‏

باب ميراث الخنثى

الخنثى‏:‏ قال الجوهري‏:‏ هو الذي له ما للرجال والنساء جميعاً، والجمع‏:‏ الخناثى، كالحبالى‏.‏

«بمباله» المبال‏:‏ مفعل من بال يبول، كالمقال‏:‏ من قال يقول، والمعاد‏:‏ من عاد يعود، والمراد‏:‏ موضع البول، أي‏:‏ يعتبر بمكان جريان بوله‏.‏

«فإن بال أو سبق بوله» تقديره‏:‏ فإن بال من ذكره، أو سبق بوله منه، والمراد‏:‏ فإن بال من أحدهما، أو سبق بوله منه، فالحكم له‏.‏

«فهو مشكل» بضم الميم وكسر الكاف، أي‏:‏ ملتبس، يقال‏:‏ أشكل الأمر، فهو مشكل‏.‏ وحكى يعقوب، وصاحب «الواعي» وغيرهما‏:‏ شكل الأمر بمعنى‏:‏ أشكل، سمي بذلك لأنه لما تعارضت فيه علامات الرجالوعلامات النساء، التبس أمره، فسمي مشكلاً‏.‏

«ثم تضرب إحداهما أو وفقها في الأخرى» تقديره‏:‏ يضرب إحداهما في الأخرى إن تباينتا، أو وفقها في الأخرى إن توافقتا‏.‏

ومثال المتباينتين‏:‏ ابن وبنت وخنثى‏.‏ ومثال المتوافقتين‏:‏ زوج وأم وولد أب خنثى‏.‏ ومثال المتماثلتين‏:‏ زوجة وولد خنثى وعم‏.‏ ومثال المتناسبتين‏:‏ أم وبنت وولد خنثى وعم‏.‏

«بعدد أحوالهم» فللابنين‏:‏ أربعة أحوال، وللثلاثة‏:‏ ثمانية، وللأربعة‏:‏ ستة عشر، وللخمسة‏:‏ اثنين وثلاثين، وكذا ما زاد، والله أعلم‏.‏

باب ميراث الغرقى ومن عمي موتهم

الغرقى‏:‏ جمع غريق، كقتيل، وجريح‏.‏ وأما الهدمى‏:‏ فيجوز أن يكون جمع‏:‏ هديم، بمعنى‏:‏ مهدوم، كجريح، بمعنى مجروح، لكني لم أر هديماً منقولاً، والله أعلم‏.‏

«عمي موتهم» أي‏:‏ خفي، من قولهم‏:‏ عميت الأخبار عنك‏:‏ إذا خفيت‏.‏

«من تلاد ماله» التلاد، والتالد‏:‏ المال القديم الأصلي، والطارف، والطريف‏:‏ المال المستحدث، وقد تلد المال، يتلد، ويتلد‏:‏ بفتح اللام في الماضي وبكسرها، وضمها في المضارع، وقد طرف بضم الراء‏:‏ ضد التلد‏.‏

«والآخر مولى عمرو» وعمرو‏:‏ علم منقول من عَمِر بكسر الميم‏:‏ إذا طال عمره، وقياسه‏:‏ التحريك كالفرح، والحزن، إلا أنه نقل مسكناً‏.‏ قال أهل اللغة‏:‏ يكتب عمرو في حالتي الرفع والجر بالواو، فرقاً بينه وبين عمرو، وتسقط الواو نصباً استغناءً عنها بالألف، وجعلت في عمرو دون عمر لخفته من ثلاثة أوجه‏:‏ صرفه، وسكون وسطه، وفتح أوله، والثلاثة مفقودة في عمر، والله تعالى أعلم‏.‏

باب ميراث أهل الملل

الملل‏:‏ جمع ملة بكسر الميم جمعاً وإفراداً، وهي‏:‏ الدين والشريعة‏.‏

«فيرثه» مرفوع على الاستئناف، لعدم صحة عطفه على «يسلم»‏.‏

«اليهودية والنصرانية» أي‏:‏ الملَّة اليهودية‏:‏ منسوبة إلى اليهود، والنصرانية‏:‏ الملَّة النصرانية منسوبة إلى نصران، وهي قرية بالشام، ويقال لها‏:‏ ناصرة، وقد تقدم الكلام على اليهود والنصارى والمجوس في‏:‏ عقد الذمة‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب ميراث المطلقة

يأتي الكلام على اشتقاقها في أول كنايات الطلاق‏.‏

يأتي الكلام على اشتقاقها في أول كنايات الطلاق‏.‏

«متهما» المتهم، بفتح الهاء‏:‏ اسم مفعول من اتهمت فلاناً‏:‏ ظننت به ما نسب إليه، والاسم‏:‏ التهمة بفتح الهاء وسكونها، وأصله الواو‏.‏

«بقصد» بالباء الموحدة الجارة، المعدية للفعل، وهي متعلقة بمتَّهَماً، والله أعلم‏.‏

باب ميراث المعتق بعضه

«القن» قال ابن سيده، وغيره من أهل اللغة القن‏:‏ هو العبد المملوك هو وأبواه‏.‏ قال الجوهري‏:‏ ويستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث، وربما قال‏:‏ عبيد، وأقنان، ثم يجمع على أقنة‏.‏ وهو في اصطلاح الفقهاء‏:‏ الرقيق‏:‏ الكامل رقه، ولم يحصل فيه شيء من أسباب العتق، ومقدماتها، بخلاف المكاتب والمدبر، والمعلق عتقه بصفة، وأم الولد‏.‏ سواء كان أبواه مملوكين، أو معتقين، أو حرين أصليين، أو كانا كافرين واسترق هو، أو كانا مختلفين‏.‏

«نزلتهم أحوالاً» لتنزلهم أحوالاً طريقان‏.‏

أحدهما‏:‏ أن يقول‏:‏ للبنت في حريتها النصف، وللأم السدس، والثلث الباقي للأب، وله مع رقهما المال كله، وله ثلثان، وللأم الثلث مع رق البنت، ولهما النصف، وله النصف مع رق الأم، فللبنت نصفان، وهما‏:‏ مال كامل مقسوم على أربعة أحوال، وذلك الربع، وللأم نصف على أربعة بثمن، والباقي للأب‏.‏

والثاني‏:‏ مسألة حريتهما من ستة، ورقهما من أحد، وحرية البنت من اثنين، وحرية الأم من ثلاثة، الكل‏:‏ من ستة في أربعة بأربعة وعشرين‏:‏ للبنت ثلاثة في حال، وثلاثة في أُخرى، وللأم اثنان في حال، وسهم في أُخرى، وللأب الكل في حال، والنصف في أُخرى، والثلث في أُخرى، والثلثان في أُخرى‏.‏

«فهل تكمل» يجوز بناؤه للمفعول مثقلاً، ويجوز «تكمل» بوزن تقتل‏.‏ والله أعلم‏.‏

باب الولاء

الولاء، بفتح الواو ممدوداً‏:‏ ولاء العتق، ومعناه‏:‏ أنه إذا أعتق عبداً، أو أمة، صار له عصبة في جميع أحكام التعصيب عند عدم العصبة من النسب، كالميراث، وولاية النكاح، والعقل وغير ذلك‏.‏

«وعلى معتقيه ومعتقي أولاده» بفتح التاء فيهما، وكذلك ومعْتَقيهم‏:‏ اسم مفعول من أعتق‏.‏

«ومن أعتق سائبة» إعتاق العبد سائبة‏:‏ أن يعتقه ولا ولاء له عليه، كفعل الجاهلية، فالعتق على هذا ماضٍ بالاجماع، وإنما اختلف في ولائه، وفي كراهة هذا الشرط وإباحته، والجمهور على كراهته، وعلى أن ولاءه للمسلمين كافة، لأنه قصد إعتاقه عنهم‏.‏

«إن كان لع عصبة على دين المعتق» بفتح التاء، وإن أسلم الكافر، ورث المعتِق‏:‏ بكسر التاء‏.‏

«ولا يرث منه ذو فرض إلا الأب والجد» ثم قال بعد ذلك‏:‏ والولاء لا يورث، ويرث منه، ولا يورث متناقض، والجواب‏:‏ أن تكون «مِنْ» في «يرث منه» سَبَبيّة، أي‏:‏ ولا يرث به ذو فرض، بدليل قوله بعد‏:‏ «وإنما يرث به، وقد جاءت «مِنْ» للسببية، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الذي أطعمهم من جوع‏}‏‏.‏

«والولاء للكبر» الكبر‏:‏ بضم الكاف، وسكون الباء‏:‏ أكبر الجماعة، نقله أبو عبد الله بن مالك في «مثلثه»‏.‏ قال أبو السعادات‏:‏ يقال‏:‏ كبر قومه بالضم‏:‏ إذا كان أقعدهم في النسب، وهو أن ينتسب إلى جده الأكبر بآباء أقل عدداً من باقي عشيرته، وليس المراد بذلك كِبر السن، فلو خلف المعتق ابنين كبيراً وصغيراً، فهما سواء، فلو مات الكبير، وخلف ابناً كبيراً أكبر من أخيه، كان الولاء كله لأخيه الصغير، لأنه ابن المعتق، دون ولده الكبير‏.‏

«ثم مات العتيق» فعيل بمعنى فاعل، من قولهم‏:‏ عتق العبد، فهو عتيق، وعاتق، وليس هو بمعنى مفعول، كجريح، وقتيل، لأنه لا يقال‏:‏ عتقت العبد فهو معتوق حتى يكون عتيق بمعنى‏:‏ معتوق، وقد قيل‏:‏ إن تسميته معتوق، لجن، قلت‏:‏ وليس بلحن، لجواز كونه علماً منقولاً من معتوق‏:‏ اسم مفعول من عتقت المال بمعنى‏:‏ أصلحته، فلا يكون لحناً، والله أعلم‏.‏

«وإن أعتق الجد» اعتق‏:‏ بضم الهمزة‏:‏ مبنياً للمفعول، والجد‏:‏ المراد به‏:‏ جد أولاد العبد، والله أعلم‏.‏

كتاب العتق

قال أهل اللغة‏:‏ العتق‏:‏ الحرية، يقال منه‏:‏ عتق يعتق عِتقا وعَتقا‏:‏ بكسر العين وفتحها، عن صاحب «المحكم» وغيره، وعتيقة وعتاقا وعتاقة فهو عتيق، وعاتق، حكاها الجوهري، وهم عتقاء، وأمة عتيق، وعتيقة، وإماء عتائق، وحلف بالعَتاق، بفتح العين، أي‏:‏ بالاعتاق‏.‏ قال الأزهري‏:‏ هو مشتق من قولهم‏:‏ عتق الفرس‏:‏ إذا سبق ونجا، وعتق الفرخ‏:‏ إذا طار واستقل، لأن العبد يتخلص بالعتق، ويذهب حيث يشاء‏.‏ قال الأزهري، وغيره‏:‏ إنما قيل لمن أعتق نسمة‏:‏ إنه أعتق رقبة، وفك رقبة، فخُصّت الرقبة دون سائر الأعضاء، مع أن العتق يتناول الجميع، لأن حكم السيد عليه، وملكه له كحبل في رقبته، وكالغل المانع له من الخروج، فإذا أعتق، فكأن رقبته أطلقت من ذلك‏.‏

«والحرية» يقال‏:‏ حررت‏:‏ بكسر الراء تحرر حُرِّية‏:‏ إذا صرت حراً‏.‏

«كيف صرفا العتق والحرية»‏:‏ مصدران ومعنى تصريفهما‏:‏ أن يشتق منهما فعل ماض، ومضارع، وأمر، واسم فاعل، واسم مفعول، وظاهر هذه العبارة هنا وفي التدبير، والطلاق‏:‏ حصول الحكم بكل واحد من الستة، ولا يحصل الحكم بالمضارع، ولا بالأمر، لأن المضارع وعد، كقولك‏)‏ أنا أعتق، وأدبر، وأطلق، والأمر لا يصلح للإنشاء، ولا هو خبر فيؤاخذ المتكلم به، فهو عام أريد به الخصوص، والله أعلم‏.‏

«لا يعتق إلا عمودا النسب» العَمود، والعِماد‏:‏ واحد، وجمعه‏:‏ أعمِدَة، وعَمَدٌ بفتحتين وضمتين، وقرىء بهما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏في عَمَدٍ ممدودة‏}‏‏.‏ والعمود معروف، وهو‏:‏ ما يعمد به الشيء، يقال‏:‏ عمدته وأعمدته‏:‏ إذا جعلت له عماداً، فعمودا النسب عند الفقهاء هم‏:‏ الآباء والأمهات وإن علوا، والأولاد وإن سفلوا، وسموا عمودين استعارة من العمود لغة، لأن الإنسان يعمد بهما، أي‏:‏ يسْند بهما ويقوى‏.‏

«وإن مثل بعبده» مثل بوزن ضرب، ومثّل‏:‏ بتشديد الثاء‏.‏ قال أبو السعادات‏:‏ مثلت بالحيوان أمثل مثلاً‏:‏ إذا قطعت أطرافه، وشوهت به‏.‏ وبالقتيل‏:‏ إذا جدعت أنفه أو أُذنه، أو مذا كيره، أو شيئاً من أطرافه‏.‏ والاسم‏:‏ المثلة‏.‏ فأما مثَّل‏:‏ بالتشديد فللبمالغة‏.‏

«ويستسعي العبد» قال الأزهري‏:‏ الاستسعاء‏:‏ مأخوذ من السعي، وهو‏:‏ العمل، كأنه قال‏:‏ يؤاجر ويخارج على ضريبة معلومة، ويصرف ذلك في قيمته، وغير مشقوق عليه، أي‏:‏ غير مكلف فوق طاقته‏.‏

«سرى إلى باقيه» سرى، وأسرى‏:‏ لغتان، معناه‏:‏ سار ليلاً، ثم استعير لتكميل الحرية في العبد المعتق بعضه‏.‏

«وإن أعتق شركاً له» أي‏:‏ حصة أو نصيباً‏.‏

«أعطي الشريك» مبنياً للمفعول، أي‏:‏ أُعطي قيمة حصته في الصورتين‏.‏

«ورق الباقون» رق العبد، بفتح الراء، أي‏:‏ صار رقيقاً، وأرقه غيره‏:‏ جعله رقيقاً، ويبنى للمفعول، فيقال‏:‏ أُرِق، والرِق، بكسر الراء‏:‏ العبودية‏.‏

«خمس المائة» بفتح الخاء، والمراد‏:‏ خمس مئات، وعرَّف «مائة» لتضاف النكرة إلى المعرفة، فتعرَّف بها‏.‏

باب التدبير

وهو‏:‏ مصدر دبر العبدَ، والأمة تدبيراً‏:‏ إذا علق عتقه بموته، لأنه يعتق بعد ما يدبر سيده، والممات‏:‏ دبر الحياة، يقال‏:‏ أعتقه عن دبر، أي‏:‏ بعد الموت، ولا يستعمل في كل شيء بعد الموت من وصية ووقف وغيره، فهو لفظ خص به العتق بعد الموت‏.‏

باب الكتابة

الكتابة‏:‏ اسم مصدر بمعنى المكاتبة، قال الأزهري‏:‏ المكاتبة‏:‏ لفظة وضعت لعتق على مال منجَّم إلى أوقات معلومة يحل كل نجم لوقته المعلوم، وأصلها‏:‏ من الكتب‏:‏ الجمع، لأنها تجمع نجوماً‏.‏

«إذا ابتغاها من سيده» أي‏:‏ طلبها‏.‏

«منجم نجمين» النجم‏:‏ بفتح النون في الأصل‏:‏ اسم لكل واحد من كواكب السماء، وهو بالثريا أخص، ثم جعلت العربُ مطالع منازل القمر، ومساقطها، ومواقيت لحلول ديونها، ثم غلب حتى صار عبارة عن الوقت، فمعنى منجم‏:‏ مؤقت‏.‏

«أو أبرىء منه» مهموزاً، أي‏:‏ أسقط عنه‏.‏

«وإن رق» بفتح الراء، ولا يجوز ضمها، يقال‏:‏ رق يرق رقة‏.‏ والرِّق بالكسر‏:‏ العبودية ولا ينبني للمفعول، لأنه لازم‏.‏

«ولا يبيعه درهماً بدرهمين» يبيعه‏:‏ بالنصب بإضمار «أن» لأنه معطوف على اسم صحيح، ويجوز رفعه على الاستئناف‏.‏

«زوج ابنته من مكاتبه» تقول العرب‏:‏ زوجته امرأةً، وتزوجت امرأة، قال الفراء‏:‏ في لغة أزد شنوءة‏:‏ تزوجت بامرأة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وزوجناهم بحور عين‏}‏ فأما زوجتها من فلان، فلم أره منقولاً، ولعله من تضمين زوج معنى‏:‏ أدنى، كأنه قال‏:‏ أدنى ابنته من مكاتبه، أو على زيادة «من» في الإثبات، وهو مذهب الأخفش، فيكون الأصل‏:‏ زوج ابنته مكاتبه‏.‏

باب أحكام أمهات الأولاد

الأحكام‏:‏ جمع حكم، وهو في اللغة‏:‏ القضاء، والحكمة‏.‏

وفي الاصطلاح‏:‏ خطاب الله تعالى المفيد فائدة شرعية‏.‏ فأحكام أُمهات الأولاد ما ذكره في الباب‏:‏ من تحريم بيعهن، وجواز الانتفاع بهن ونحوهما، وأُمهات‏:‏ واحدتها أُم، وأصلها‏:‏ أمهة، ولذلك جمعت على أمات، باعتبار اللفظ، وأمهات‏:‏ باعتبار الأصل‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ الأمهات للناس، والأمَّات‏:‏ للبهائم‏.‏ قال الواحدي‏:‏ الهاء في أمهة زائدة عند الجمهور، وقيل‏:‏ أصلية‏.‏

«علقت» علقت الأنثى، بكسر اللام‏:‏ حملت‏.‏

«ولا تخطيط فيه» أي‏:‏ لا تأثير فيه‏.‏ والتخطيط‏:‏ مصدر خطط تخطيطاً، مثل كلَّم تكليماً، وهو مبالغة في خطه، كمدَّه مداً، ومدده تمديداً‏.‏ والله أعلم‏.‏

«بقيمتها أو دونها» بالنصب، صفة لموصوف محذوف، أي‏:‏ أو مقدار دونها، ويجوز جره عطفاً على قيمتها المجرور‏.‏

«من غشيانها» بكسر الغين، أي‏:‏ من جماعها، يقال‏:‏ غشي المرأة غشياناً‏:‏ إذا جامعها‏.‏

كتاب النكاح

النكاح في كلام العرب‏:‏ الجماع والوطء‏.‏ قاله الأزهري، وقيل للتزويج‏:‏ نكاحٌ، لأنه سبب الوطء، ويقال‏:‏ نكح المطر الأرض، ونكح النعاس عينه، وعن الوجاج‏:‏ النكاح في كلام العرب بمعنى الوطء، والعقد جميعاً، وموضوع‏:‏ ن ك ح في كلامهم‏:‏ للزوم الشيء للشيء، راكباً عليه، قال ابن جني‏:‏ سألت أبا علي الفارسي عن قولهم‏:‏ نكحها، قال‏:‏ فرقت العرب فرقاً لطيفاً تعرف به موضع العقد عن الوطء‏.‏ فإذا قالوا‏:‏ نكح فلانة، أو بنت فلان، أرادوا‏:‏ تزوجها، وعقد عليها، وإذا قالوا‏:‏ نكح امرأته، أو زوجته‏:‏ لم يريدوا إلا المجامعة، لأن بذكر امرأته وزوجته يستغنى عن العقد، وقال الجوهري‏:‏ النكاح‏:‏ الوطء، وقد يكون‏:‏ العقد‏.‏ ونكحتها، ونكحت هي، أي‏:‏ تزوجت‏.‏

وهو في الشرع‏:‏ العقد‏.‏ وقال القاضي أبو يعلى‏:‏ هو حقيقة في العقد، والوطء جميعاً، وقيل‏:‏ بل هو حقيقة في الوطء، مجاز في العقد، حكى الثلاثة المصنف في «المغني» وصحح الأول‏.‏

«التخلي» هو‏:‏ تفعل من خلال يخلو‏:‏ إذا انفرد، والتخلي‏:‏ التفرد والخلوة بنوافل العبادة، دون النكاح، وتوابعه‏.‏

«مواقعة المحظور» المحظور‏:‏ الحرام‏.‏

«الولود» هي‏:‏ التي تكثر ولادتها، يقال منه‏:‏ ولدت، فهي والد، فإذا أرادوا التكثير قالوا‏:‏ ولود‏.‏

«الحسيبة» هي‏:‏ النسيبة‏.‏ وأصل الحسب‏:‏ الشرف بالآباء، وما يعده الإنسان من مفاخرهم‏.‏

«خطبة امرأة» بكسر الخاء، أي‏:‏ طلب نكاحها من نفسها، ومن وليها‏.‏ والخطبة، بالفتح‏:‏ المرة من خطب القوم‏.‏ وبالضم، ما يقوله الخطيب، ومنه قول المصنف رحمه الله‏:‏ يخطب بخطبة ابن مسعود‏.‏

«المستامة» هي المطلوب شراؤها، يقال‏:‏ سام الشيء، واستامه‏:‏ طلب ابتياعه، فهو مستام‏:‏ للفاعل، والمفعول‏.‏

«أولي الأربة» بمعنى‏:‏ أصحاب‏.‏ والاربة، بكسر الهمزة‏:‏ الحاجة‏.‏ والمراد هنا بالاربة‏:‏ النكاح‏.‏ والأربة بالفتح‏:‏ المرة من أرب العقدة‏:‏ أحكم عقدها، وبالضم العقدة‏.‏

«والعنين» العنّين، بكسر العين والنون المشددة‏:‏ العاجز عن الوطء، وربما اشتهاه، ولا يمكنه، مشتق من عنَّ الشيء‏:‏ إذا اعترض‏.‏ قال الجوهري‏:‏ رجل عنِّين‏.‏ لا يشتهي النساء، بيِّن العنة، وامرأة عنِّينة‏:‏ لا تشتهي الرجال‏.‏ فعيل بمعنى‏:‏ مفعول، كجريح‏.‏ وقال صاحب «المطالع»‏:‏ وقيل‏:‏ هو الذي له ذكر لا ينتشر‏.‏ وقيل‏:‏ هو الذي له مثل الزرّ، وهو الحصور، والله أعلم‏.‏ وقيل‏:‏ هو الذي لا ماء له، والله أعلم‏.‏

والعُنة، بالضم‏:‏ العجز عن الجماع، وبالفتح‏:‏ المرة من‏:‏ عنَّ الرجل‏:‏ إذا صار عنِّيناً، أو محبوباً، وبالكسر‏:‏ الهيئة من ذلك، ومن غيره‏.‏

«إلى الغلام» قال صاحب «المطالع»‏:‏ يقال للصبي، من حين يولد إلى حين يبلغ‏:‏ غلام، وتصغيره‏:‏ غليّم، وجمعه‏:‏ غلمان، يقال أيضاً للرجل المستحكم القوة‏:‏ غلام‏.‏ قال في «الكافي» يكره النظر إليه مع عدم الشهوة‏.‏

«مع أمته» المراد‏:‏ أمته المباح وطؤها، لتخرج المزوجة، والمجوسية، والوثنية، وهو خبر من قوله‏:‏ مع سريته، لشموله المباح غير السرية‏.‏

«ولا التعريض» هو خلاف التصريح من القول، ومنه قوله‏:‏ «إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب» أي‏:‏ سعة، وفسحة عن تعمد الكذب‏.‏

«مجبرة» هو اسم مفعول، من أجبره على الشيء‏:‏ إذا أكرهه عليه، ويقال‏:‏ جبره، فهو مجبور‏.‏

«مساءً يوم الجمعة» مساءً‏:‏ بالنصب، والتنوين، ويوم الجمعة‏:‏ نصب على الظرف، ولو جر كان صحيحاً، لكن يخرج منه كل مساء غير مساء الجمعة، وهو مراد‏.‏

«زفت» أي‏:‏ أهديت، يقال‏:‏ زففت العروس إلى بيت زوجها زفّاً وزفافاً، وأزففتها‏:‏ أهديتها‏.‏

«جبلتها عليه» أي‏:‏ خلقْتها، وطبعتها، والله أعلم‏.‏

باب أركان النكاح وشروطه

«قال الخاطب» هو‏:‏ اسم فاعل من خطب، بمعنى‏:‏ طلب، وبمعنى‏:‏ قرأ الخطبة، ويحتمل هنا الأمرين، ولا يختص هذا بالخاطب، وذكر صاحب «المحرر» فيه‏:‏ أن قول الخرقي فيهما منصوص الامام أحمد رحمه الله تعالى‏.‏

«إذن البكر الصمات» أي‏:‏ السكوت‏.‏ يقال‏:‏ صَمَتَ يَصْمُتُ صَمْتاً وصُمُوتاً وَصُمَاتاً، وأصمَت، أي‏:‏ سكت‏.‏

«أو وثبة» أي‏:‏ قفزة‏.‏ يقال‏:‏ وَثَبَ وَثْباً ووثوباً وَوَثْباً‏:‏ قفز، والمرة‏:‏ الوثبة، وفي معنى زوالها بالأصبع والوثبة‏:‏ زوالها بعود، أو شدة حيض، نص على ذلك في «المغني»‏.‏

«وان عضل» أي‏:‏ منع، يقال‏:‏ عضل المرأة يعضلها ويعضلها‏:‏ بضم الضاد، وكسرها‏.‏

«كفءاً لها» الكفء، والكفُوء‏:‏ بوزن قفل، وعنق‏:‏ المثل، والنظير، قال ابن القطاع في «الأفعال»‏:‏ كفأ الخاطب كفاءة‏:‏ صار كفيئاً لمن خطب إليه، وكذلك في غير النكاح، قال أبو السعادات‏:‏ الكفء‏:‏ النظير المساوي، ومنه‏:‏ الكفاءة في النكاح، وهو أن يكون الزوج مساوياً للمرأة في حسبها، ودينها، ونسبها، وبيتها، وغير ذلك، وجمع الكفء‏:‏ أكفاء‏.‏

«عفيفة» أي‏:‏ ذات عفة، وهي‏:‏ الكف عما لا يحل‏.‏

«بفاجر» الفاجر‏:‏ المنبعث في المعاصي، والمحارم‏.‏

«قرشية لغير قرشي، ولا هاشمية لغير هاشمي» قرشي، وقرشية‏:‏ نسبة إلى قريش، وهو فهر بن مالك، وقيل‏:‏ النضر بن كنانة، وقريش‏:‏ لقب‏.‏ وهاشمية، وهاشمي‏:‏ نسبة إلى هامش، وهو عمرو بن عبد مناف، ولقب بهاشم‏:‏ لأنه هشم الثريد لقومه، قال الشاعر‏:‏

عمروُ الذي هَشَمَ الثَّرِيْدَ لِقَوْمِهِ

وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُوْنَ عِجَافُ

ويروى‏:‏ عمرو العُلا‏.‏

«والصناعة» الصناعة، بكسر الصاد، وفتحها‏:‏ حرفة الصانع‏.‏

«ولا بنت بزاز بحجام» البزاز‏:‏ بياع البز، والحجام‏:‏ صانع الحجامة‏.‏ استغنوا بصيغة فعَّال، عن‏:‏ ياء النسب‏.‏

«ولا بنت تانىء بحائك» التانىء‏:‏ بالهمز بلا خلاف بين أهل اللغة، وهو صاحب العقار‏.‏ قال الجوهري، وابن فارس، وغيرهما‏:‏ هو من تنأ بالبلد بالهمز‏:‏ إذا قطنه‏.‏ وجمع التانىء‏:‏ تُنَّاء، كفاجر، وفجار، والاسم منه‏:‏ التناءة، والله تعالى أعلم‏.‏

باب المحرمات في النكاح

المصاهرة‏:‏ مصدر صاهرهم‏:‏ إذا تزوج إليهم‏.‏ والصهر بمعنى‏:‏ المصاهرة‏.‏ والصهر‏:‏ من كان من أقارب الزوج، أو الزوجة‏.‏

«وحلائل آبائه» الحلائل‏:‏ جمع حليلة، وهي الزوجة‏.‏ والرجل حليلها، لأنها تحل معه، ويحل معها، وقيل‏:‏ لأن كل واحد منهما يحل للآخر‏.‏

«والربائب» هي جمع‏:‏ ربيبة، وهي بنت الزوجة من غير الزوج‏.‏ والذَّكر‏:‏ ربيبٌ‏.‏

«باشر دون الفرج» أي‏:‏ وطىء‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ مباشرة المرأة‏:‏ ملامستها، وكلاهما محرم، وكذا القبلة‏.‏

«يلوط بغلام» يقال‏:‏ لاط الرجل، ولاوط، أي‏:‏ عمل عمل قول لوط، وتَلوَّط‏:‏ تفعَّل، وهو عبارة عن وطء الذكر في دبره، ولا فرق بين الغلام والبالغ في التحريم، وذكروا الغلام، لأنه الغالب، لأن البالغ ليس كذلك‏.‏

«إلى أمد» أي‏:‏ إلى غاية، والأمد‏:‏ الغاية، كالمدى‏.‏

«بائناً أو رجعية» البائن‏:‏ التي لا رجعة لزوجها عليها، لكونها مطلقة ثلاثاً، أو دونها بعوض، أو بغيره، وقد انقضت عدتها، ولم يقل‏:‏ بائنة، لاختصاصه بالإناث، كحائض، والرجعية‏:‏ كل مطلقة ليست كذلك‏.‏

«ولا يجد طولا» الطول، بالفتح‏:‏ الفضل، أي‏:‏ لا يجد فضلا ينكح به حرة‏.‏

«فلم تعفه» أي‏:‏ لم يحصل لهالعفاف، وهو الكف عن الحرام، يقال‏:‏ عَفَّ يَعِفُّ عِفَّةً فهو عفيف، وأَعَفَّه غَيْرهُ‏:‏ يعفُّه، والله أعلم‏.‏

باب الشروط في النكاح

«لتكتفىء ما فيها صحفتها» تكتفىء مهموزاً‏:‏ تفتعل، من كفأت القدر‏:‏ إذا كببتها لتفرغ ما فيها، يقال‏:‏ كفأت الاناء، وأكفأته‏:‏ إذا كببته، وإذا أمَلته، وهذا تمثيل لامالة الضرة حق صاحبتها من زوجها إلى نفسها إذا سألت طلاقها‏.‏ والصحفة‏:‏ إناء، كالقصعة المبسوطة‏.‏

«نكاح الشغار» سمي شغاراً، لارتفاع المهر بينهما، من شغر الكلب‏:‏ إذا رفع رجله ليبول، ويجوز أن يكون من شغر البلد‏:‏ إذا خلا، لخلو العقد عن الصداق، ومعناه‏:‏ ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى‏.‏

«نكاح المتعة» هو‏:‏ من التمتع بالشيء‏:‏ الانتفاع به، يقال‏:‏ تمتعت أتمتع تمتعاً، والاسم‏:‏ المتعة، كأنه ينتفع إلى مدة معلومة، وقد فسر معناه أيضاً‏.‏

«أو نسيبة» أي‏:‏ ذات نسب صحيح شريف يرغب في مثله شرعاً، مثل كونها من أولاد العلماء والصُّلحاء‏.‏

باب حكم العيوب في النكاح

«الرتق» بفتح الراء والتاء، مصدر رتقت المرأة، بكسر التاء ترتق رتقاً‏:‏ إذا التحم فرجها، فأما القرن، بفتح القاف والراء، فمصدر قرِنت المرأة بكسر الراء، تقرَن، قَرَناً بفتحها فيهما‏:‏ إذا كان في فرجها قرْن، بسكون الراء، وهو عظم، أو غدة مانعة ولوج الذكر، فيجوز أن يقرأ ما في الكتاب، بفتح الراء على المصدر، وبسكونها على أنه العظم أو الغدة‏.‏

«والعفل» العفل، بوزن فرس‏:‏ نتأة تخرج في فرج المرأة، وحياء الناقة، شبيه بالأدلاة التي للرجل في الخصية، والمرأة عفلاء، والتفعيل‏:‏ إصلاح ذلك‏.‏

«رغوة» الرَّغوة التي للَّبن معروفة، وهي بفتح الراء، وضمها، وكسرها، حكاها الجوهري، وغيره، وزبد كل شيء‏:‏ رغوته‏.‏

«الفتق» قال الجوهري‏:‏ الفتق، بالتحريك مصدر قولك‏:‏ امرأة فتقاء، وهي المفتقة الفرج، خلاف الرتقاء، والفتق‏:‏ الصبح، والفتق‏:‏ الخصب‏.‏

«وهو الجذام» الجذام‏:‏ داء معروف تتهافت منه الأطراف، ويتناثر منه اللحم، نسأل الله تعالى العافية‏.‏

«والبرص» بفتح الباء والراء‏:‏ مصدر برص بكسر الراء‏:‏ إذا ابيض جلده، أو اسود بعلَّة، قال الجوهري‏:‏ البرص داء، وهو بياض‏.‏

«مطبقاً أو يخنق» مطبقاً، بضم الميم وكسر الباء، أي‏:‏ دائماً‏.‏ يقال‏:‏ أطبق المطر‏:‏ إذا دام‏.‏ ويخنُقُ بوزن يكتب، ويقتل‏.‏ ويخنِّق‏:‏ بتشديد النون وكسرها‏:‏ بوزن يكلم ويسلم، ويكون الضمير عائداً على الجنون، أي‏:‏ سواء كان الجنون دائماً، أو يخنق في بعض الأحيان‏.‏ ويجوز «أو يُخنَق»‏:‏ بضم الياء وفتح النون على البناء للمفعول، بتخفيف النون وتشديدها، ويكون الضمير للمخنوق على حذف المضاف، أي‏:‏ يخنق صاحبه، فحذف صاحب، فارتفع الضمير لقيامه مقامه، واستتر‏.‏

«واختلف أصحابنا في البخر» إلى آخر الباب‏.‏ «البخر» بوزن قلم‏:‏ نتن رائحة الفم، يقال‏:‏ بخر الفم بخراً بكسر الخاء في الماضي وفتحها في المصدر‏.‏ والنجو‏:‏ الغائط، والقروح معروفة، واحدها‏:‏ قَرح وقُرح، بفتح القاف وضمها، كالضَّعف والضُّعف‏.‏ والباسور بالموحدة من تحت‏:‏ واحد البواسير، وهي علة تخرج من المقعدة‏.‏ والناسور بالنون‏:‏ العرق الغَبِير الذي لا يزال ينتقض‏.‏ والخصاء بالمد‏:‏ مصدر خصيت الفحل خصاء‏:‏ إذا سللت أُنثييه، أو قطعتهما، أو قطعت ذكره‏.‏ ويأتي الكلام على الخصيتين في كتاب الجنايات‏.‏ والوِجاء، بكسر الواو ممدوداً‏:‏ رض عروق البيضتين، حتى تنفضخ، فيكون شبيهاً بالخصاء‏.‏ والدلالة، بكسر الدال وفتحها، والدلول، والدلولة، بضم دالها، كله‏:‏ الهداية إلى الشيء، والله تعالى أعلم‏.‏

باب نكاح الكفار

«يحول بينهما الامام» يحول‏:‏ بوزن يقول، أي‏:‏ يفرق، ويقال‏:‏ حال الشيء بيني وبينك، أي‏:‏ حجز‏.‏

«كيفية عقدهم» الكيفية‏:‏ لفظ مولّد مصنوع من كيف‏.‏ وكيف‏:‏ اسم غير متمكن لا يتصرف فيه‏.‏ والمراد هنا بالكيفية‏:‏ صفة العقد وحاله، وكيف‏:‏ اسم يستفهم به عن الحال، والله تعالى أعلم‏.‏

كتاب الصداق

وفيه خمس لغات‏:‏ صداق‏:‏ بفتح الصاد، وصِداق‏:‏ بكسرها، وصدُقة‏:‏ بفتح الصاد، وضم الدال، وصُدْقة، وصَدْقة‏:‏ بسكون الدال مع ضم الصاد وفتحها، حكى الأخيرة ابن السيد بشرحه‏.‏ وهو العوض المسمى في عقد النكاح، وما قام مقامه، وله ثمانية أسماء‏:‏ الصَّداق، والمهر، والنِّحلة، والفريضة، والأجر، والعُقر، والحباء، والعلائق، وقد نظمتها في بيت وهو‏:‏

صَدَاقٌ ومَهْرٌ نِحْلَةٌ وفَرِيْضَةٌ

حَبَاءٌ وأجرٌ ثُمَّ عَقْرٌ عَلاَئق

يقال‏:‏ أصدقت المرأة، ومهرتها وأمهرتها، نقلهما الزجاج، وغيره، وأنشد الجوهري مستشهداً على ذلك‏:‏

أُخِذْنَ اغْتصاباً خطبةً عجرفيَّة

وأُمهرن أرْمَاحاً مِنَ الخَطِّ ذبَّلا

«لا يعرى» أي‏:‏ لا يخلو‏.‏

«وعين، ودين» العين‏:‏ لفظ مشترك في نحو من عشرين مسمى‏.‏ والمراد هنا‏:‏ المال الحاضر، والدين‏:‏ ما كان في الذمة‏.‏

«كرعاية غنمهما مدة» الرعاية‏:‏ الحفظ، وأكثر ما يستعمل الرعي‏:‏ في الغنم، يقال‏:‏ رعيت الغنم رعياً، وأرعيتها‏:‏ جعلتها ترعى، فالراعي‏:‏ حافظ، فيطلق على فعله الرعاية‏.‏ والرعي، بالكسر‏:‏ الكلأ‏.‏

«أو قصيدة من الشعر المباح» القصيدة‏:‏ الأبيات المنظومة على رويٍّ واحد‏.‏ كبانت سعاد، ونحوها‏.‏ والجمع‏:‏ قصد، كسفينة، وسفن‏.‏ والشّعر‏:‏ كلام موزون وهو معروف‏.‏

«وهو السندي» العبد السندي‏:‏ هو منسوب إلى السند‏:‏ البلاد المعروفة‏.‏ يقال‏:‏ سندي للواحد، وسند للجماعة، كزنجي وزنج‏.‏

«ففقئت عينه» قال الجوهري، فقأت عينه‏:‏ إذا بخقتها، أي‏:‏ غرتها‏.‏ يقال‏:‏ غار عينه، وأغورها، وفقأها، وبخقها، كله بمعنىً‏.‏

حكماً» منصوب على المصدر، أي‏:‏ دخولاً حكماً، وهو مصدر مبين للنوع، لأن الدخول نوعان‏:‏ حسيٌ، وحكمي، فبين بقوله‏:‏ حكماً أحد النوعين‏.‏

«فما ينمي» يقال‏:‏ نمى المال، وغيره ينمي، ويقال‏:‏ ينمو بالواو‏.‏ ويقال‏:‏ نَمُوَ، ينمو بوزن‏:‏ ظرف يظرف، والأولى‏:‏ الفصحى، وكله بمعنى‏:‏ كثر‏.‏

«في المفوضة» المفوضة، بكسر الواو‏:‏ اسم فاعل من فوض، وبفتحها‏:‏ اسم مفعول منه، قال الجوهري‏:‏ فوض إليه الأمر، أي‏:‏ رده إليه‏.‏ والتفويض في النكاح‏:‏ التزويج بلا مهر‏.‏ فالمفوضة، بفتح الواو، أي‏:‏ المفوض مهرها، ثم حذف المضاف، وأُقيم الضمير المضاف إليه مقامه، فارتفع واستتر‏.‏ والمفوِّضة، بكسرها‏:‏ التي ردت أمر مهرها إلى وليها‏.‏

«قبل الإصابة» أي‏:‏ قبل الوطء‏.‏

إلا المنعة» اسم مصدر، يقال‏:‏ متعه تمتيعاً، وتمتع هو تمتعاً، والاسم‏:‏ المتعة، ثم يقال للخادم والكسوة وسائر ما يتمتع به‏:‏ متعة، تسمية للمفعول بالمصدر، كالخلق بمعنى المخلوق‏.‏

«على الموسع قدره وعلى المقتر قدره» الموسع‏:‏ الغني، يقال‏:‏ أوسع الرَّجل فهو موسع‏:‏ إذا استغنى‏.‏ والمقتر‏:‏ الفقير، يقال‏:‏ أقتر الرجل فهو مقتر‏:‏ إذا افتقر‏.‏ وقدره، أي‏:‏ مقداره‏.‏

«نقصت» بفتح النون، ويجوز ضمها على البناء للمفعول، يقال‏:‏ نقص الشيء، ونقصته‏.‏

باب الوليمة

الوليمة‏:‏ مشتقة من الولم، وهو‏:‏ الجمع، لأن الزوجين يجتمعان، قاله الأزهري، وغيره، وحكى ابن عبد البر، عن ثعلب، وغيره من أهل اللغة، أن الوليمة‏:‏ اسم لطعام العرس خاصة، لا يقع على غيره‏.‏ وقال بعض الفقهاء ـ من أصحابنا وغيرهم ـ الوليمة تقع على كل طعام لسرورٍ حادث، إلا أن استعمالها في طعام العرس أكثر، وقول أهل اللغة أولى، لأنهم أهل اللسان، وأعرف لموضوعات اللغة، هذا معنى ما حكى في «المغني»، وقال صاحب «المستوعب»‏:‏ وليمة الشيء‏:‏ كماله وجمعه، وسميت دعوة العرس وليمة، لاجتماع الزوجين، والله أعلم‏.‏

ويقال‏:‏ أولم‏:‏ إذا صنع وليمة‏.‏ والأطعمة التي يدعى إليها النس عشرة‏:‏ الأول‏:‏ الوليمة، وقد ذكرت‏.‏ والثاني‏:‏ العذيرة، والاعذار للختان‏.‏ والثالث‏:‏ الخرس، ويقال له‏:‏ الخرسية لطعام الولادة‏.‏ والرابع، الوكيرة‏:‏ وهي دعوة البناء‏.‏ والخامس‏:‏ النقيعة وهي الطعام لقدوم الغائب‏.‏ والسادس‏:‏ العقيقة، وهي الذبح لأجل الولد‏.‏ السابع‏:‏ الحذاق وهو الطعام عند حذاق الصبي‏.‏ الثامن‏:‏ المأدبة، وهي كل دعوة بسبب كانت أو غيره، فهذه الثمانية ذكرها المصنف رحمه الله في «المغني»‏.‏ التاسع‏:‏ الوضيمة، وهي طعام المأتم، نقله الجوهري عن الفراء‏.‏ العاشر‏:‏ التحفة‏:‏ وهي طعام القادم، ذكره أبو بكر ابن العربي في «شرح الترمذي»‏.‏

«دعا الجفلى» دعوة الجَفَلى‏:‏ أن يدعو عاماً لا يخص بعضاً، فان خص فهي دعوة النَّقَرى‏.‏ قال طرفة‏:‏

نَحْنُ في المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلى

لاَ تَرى الآدِبَ مِنَّا يَنْتَقِرْ

الآدب‏:‏ صاحب المأدبة‏.‏

«تعالوا» بفتح اللام‏:‏ أمر من تعالى يتعالى‏.‏

«وسائر الدعوات» الدعوات‏:‏ واحدها دعوى‏:‏ مثلثة الدال، وهي‏:‏ طعام المدعو إليه، والجمع بحسب المفرد، فمن فتح الدال فتح العين معها في الجمع، ومن كسرها، سكن العين في الجمع، ومن ضمها، يجوز في العين الضم إتباعاً، والفتح والاسكان تخفيفاً‏.‏

«وعلى وسادة» الوسادة، بكسر الواو‏:‏ المخدَّة‏.‏ والجمع‏:‏ وسائد‏.‏

«والنثار» النثار، بكسر النون‏:‏ اسم مصدر من نثرت الشيء أنثره نثراً‏.‏ فهو اسم مصدر مطلق على المنثور‏.‏

«بالدف» الدف‏:‏ الذي تضرب به النساء، بضم الدال، وحكى أبو عبيدة عن بعضهم أن الفتح لغة، والله أعلم‏.‏

باب عشرة النساء

«بالمعروف» المعروف هنا‏:‏ النصفة وحسن الصحبة مع الأهل‏.‏

«وأن لا يمطله» هو بضم الطاء‏.‏ والمطل‏:‏ الدفع عن الحق بوعد‏.‏

«ولا يعزل» العزل عن المرأة‏:‏ أن لا يريق الماء في فرجها، وهو معروف‏.‏

«تعافه النفس» أي‏:‏ تكرهه‏.‏

«إذا فرع قلبها» يقال‏:‏ فرغ من الشيء يفرغ، بفتح الراء في الماضي، وضمها في المضارع، هذه لغة أهل الحجاز، وبها نزل القرآن‏.‏ ولغة تميم، كسرها في الماضي، وفتحها في المضارع‏.‏

«في مسكن واحد» هو بفتح الكاف وكسرها‏.‏

«أشخصها» يقال‏:‏ شخص من بلد إلى بلد‏:‏ ذهب، وأشخصه غيره، أي‏:‏ سفَّرها‏.‏

«وإن زفت إليه» يقال‏:‏ زفت العروس إلى زوجها زفاً، وزفافاً، وأزففتها‏:‏ أهديتها‏.‏

«في النشوز» النشوز‏:‏ كراهة كل واحد من الزوجين صاحبه، وسوء عشرته، يقال‏:‏ نشزت المرأة على زوجها، فهي ناشز، وناشزة، ونشز عليها زوجها‏:‏ إذا جفاها وأَضَرَّ بِهَا‏.‏

«متبرمة» أي‏:‏ متضجرة‏.‏

«وعظها» الوعظ، والعِظة‏:‏ تذكرتك الإنسان بما يُليِّن قلبه من ثواب، وعقاب، وقد وعظه وعظاً، واتعظ هو‏:‏ قبل الموعظة‏.‏

«المضجع» مكان الاضطجاع، بفتح الجيم، وهو القياس‏.‏

«غير مبرح» أي‏:‏ غير شديد، قاله ثعلب‏.‏ ومنه برح به الأمر تبريحاً، أي‏:‏ جهده، وتباريح الشوق‏:‏ توهجه‏.‏

«إلى الشقاق» الشقاق، والمشاقة‏:‏ الخلاف، والعداوة، وشق فلان العصا‏:‏ إذا فارق الجماعة، والله أعلم‏.‏

كتاب الخلع

الخلع‏:‏ أن يفارق امرأته على عوض تبذله له، وفائدته‏:‏ تخلصها من الزوج على وجه لا رجعة له عليها، إلا برضاها، وعقد جديد‏.‏ وهل هو فسخ أو طلاق‏؟‏ على التفصيل المذكور في الباب‏.‏ يقال‏:‏ خلع امرأته خَلعا، وخالعها مخالعة، واختلعت هي منه، فهي خالع، وأصله‏:‏ من خلع الثوب‏.‏

«ومع الأجنبي» مثاله‏:‏ أن يقول الأجنبي‏:‏ اخلع زوجتك على كذا، فيفعل، فيصح الخلع، ويلزمه العوض‏.‏

«على رضاع ولده» أي‏:‏ على إرضاعها إياه، ورضاع‏:‏ مصدر رضع رضاعاً، فكأنه قال‏:‏ على أن ترضع ولدها منها عامين بارضاعها‏.‏

«على هروي فبان مرويا» الهروي‏:‏ منسوب إلى هراة‏:‏ كورة من كور العجم، تكلمت بها العرب، ومرْوي‏:‏ بسكون الراء‏:‏ منسوب إلى مرو، وهو بلد، والنسبة إليه مروزي على غير قياس، وثوب مروي على القياس‏.‏

«حاباها» تقدم في الحجر والشركة‏.‏

«فهو من رأس المال» المراد‏:‏ أنه حاباها في نفس الخلع، مثل أن سألته الخلع على ألف، فخلعها على مائة، فهذه المحاباة غير معتبرة من الثلث، لأن له أن يطلقها بغير عوض، فبالعوض اليسير بطريق الأولى، ولا يصح حمل هذه العبارة على أنه خالعها وحاباها في شيء آخر، مثل أن خالعها، ثم باعها ما قيمته ألف‏:‏ بخمسمائة لوجهين‏.‏

أحدهما‏:‏ أن المحاباة مع الأجنبي، من الثلث، لا من رأس المال، والمخالعة‏:‏ قصاراها أن يكون كالأجنبي‏.‏

والثاني‏:‏ أنهم قد أفردوا هذه المسألة، فقالوا‏:‏ وإن طلقها في مرض موته، أو وصى لها بأكثر من ميراثها، لم تستحق أكثر من ميراثها، ومحاباتها في البيع في معنى الوصية، والله أعلم‏.‏

«بمهرها فما دون أو بما عينته فما دون» «دون» في الموضعين‏:‏ مبني على الضم لنيَّة الاضافة‏.‏

«حال البينونة» البينونة‏:‏ مصدر بان يَبين بيناً وبَينونة‏:‏ إذا ذهب وزال، فحال الفراق حال بينونة، والله أعلم‏.‏

كتاب الطلاق

الطلاق‏:‏ مصدر طلقت المرأة‏:‏ بانت من زوجها، وأصل الطلاق في اللغة‏:‏ التخلية، يقال‏:‏ طلقت الناقة‏:‏ إذا سرحت حيث شاءت، وحبس فلان في السجن طلقاً بغير قيد، وفرس طلق إحدى القوائم‏:‏ إذا كانت إحدى قوائمها غير محجلة، والاطلاق‏:‏ الارسال، فالطلاق شرعا‏:‏ حل قيد النكاح، وهو راجع إلى معناه لغة، لأن من حل قيد نكاحها، فقد خليت‏.‏ ويقال‏:‏ طلَقت المرأة، وطلُقت، بفتح اللام، وضمها، تطلق بضم اللام وفتحها، طلاقاً وطلقة، وجمعها‏:‏ طَلَقان بفتح اللام لا غير، فهي طالق، وطلَّقها زوجها، فهي مطلقة‏.‏ والطلاق خمسة أقسام‏:‏ واجب، وهو طلاق المؤلي بعد المدة والامتناع عن الفيأة‏.‏ ومكروه، إذا كان لغير حاجة على الصحيح‏.‏ ومباح‏:‏ وذلك عند ضرورة‏.‏ ومستحب‏:‏ وذلك عند تضرر المرأة بالمقام، لبغضٍ أو غيره، أو كونها مفرطة في حقوق الله تعالى، أو غير عفيفة، وعنه يجب فيهما‏.‏ وحرام، وهو طلاق المدخول بها حائضاً‏.‏

«المختار» هو غير المكره، وهو اسم فاعل من اختار، ويقع على المفعول أيضاً، يقال‏:‏ اخترت الشيء فهو مختار، ويفرق بينهما بالقرائن‏.‏

«والمبرسم»‏:‏ تقدم في باب الهبة‏.‏

«فإن هدده» أي‏:‏ خوفه، وكذلك تهدده‏.‏

«والخنق» الخَنِق‏:‏ بفتح الخاء وكسر النون‏:‏ مصدر خنقه‏:‏ إذا عصر حلقه، وسكون النون لغة، والله أعلم‏.‏

باب سنة الطلاق وبدعته

السنة‏:‏ الطريقة والسيرة‏.‏ فإذا أطلقت في الشرع، فإنما يراد بها ما أمر به النبيُّ، ونهى عنه، وندب إليه مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال في أدلة الشرع‏:‏ الكتاب، والسنة‏.‏

والبدعة‏:‏ مما عمل على غير مثالٍ سابق، والبدعة‏:‏ بدعتان، بدعة هدى، وبدعة ضلالة‏.‏ والبدعة‏:‏ منقسمة بانقسام أحكام التكليف الخمسة، وليس هذا موضع تفصيلها، وتعديدها‏.‏ وقد فسر طلاق السنة وطلاق البدعة، فطلاق السنة‏:‏ ما أذن فيه الرسول، وطلاق البدعة‏:‏ ما نهى عنه‏.‏

«في كل قرء» القرء، بفتح القاف‏:‏ الحيص، والطهر، وهو من الأضداد‏.‏ وحكى ابن سيده‏:‏ ضمها، والجمع أقراء، وقروء، أقرؤ‏.‏

«وأسمجه» أفعل تفضيل من سمَج سماجة، وهو‏:‏ ضد حسن، واعتدل، والله أعلم‏.‏

باب صريح الطلاق وكنايته

الصريح في الطلاق، والعتق، والقذف، ونحو ذلك‏:‏ هو اللفظ الموضوع له، لا يفهم منه عند الإطلاق غيره‏.‏ والصريح‏:‏ الخالص من كل شيء، ولذلك يقال‏:‏ نسبٌ صريح، أي‏:‏ خالص لا خلل فيه، وهذا اللفظ خالص لهذا المعنى، أي‏:‏ لا مشارك له فيه‏.‏ والكناية، قال الجوهري‏:‏ هي أن يتكلم بشيء ويريد غيره، وقد كنّيت بكذا عن كذا‏.‏ وقال ابن القطاع‏:‏ كنيت عن الشيء‏:‏ سترته‏.‏ والمراد بالكناية هنا‏:‏ ما يشبه الصريح، ويدل على معناه، فإن لم يشبه الصريح، ولم يدل على معناه، فليس بصريح، ولا كناية، نحو‏:‏ قُومي، واقعدي، وكلي، واشربي‏.‏

«والسراح» السَراح‏:‏ بفتح السين‏:‏ الإرسال، يقال سرحت الماشية‏:‏ إذا أرسلتها، وتسريح المرأة‏:‏ تطليقها، والاسم‏:‏ السراح، كالتبليغ والبلاغ‏.‏

«وما تصرف منها» تقدم مثله في أول كتاب العتق‏.‏

«من وثاق» الوثاق‏:‏ بفتح الواو وكسرها‏:‏ ما يوثق به الشيء من حبل ونحوه، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فشدوا الوثاق‏}‏‏.‏

«دين» مبني للمفعول، يجوز أن يكون بمعنى‏:‏ ملك‏.‏ قال الحطيئة‏:‏

لَقَدْ دَيَّنتَ أمر بنيْك حتى

تركتهمُ أدقَّ مِنَ الطَّحيْنِ

كأنه ملّك أمر بنيه، ويجوز أن يكون من‏:‏ ديَّنت الرجل تديينا‏:‏ إذا وكلته إلى دينه، فهو قد وكل في نيته إلى دينه‏.‏

«بشيء لا يتبين» هو‏:‏ مثل أن يكتبه بأصبعه على مخدة، أو في الهواء، ونحو ذلك‏.‏

«بهشتم» بكسر الباء، والهاء، وسكون الشين المعجمة، وفتح التاء، كذا ضبطناه عنهم، ومعناه‏:‏ عندهم‏:‏ خليتك‏.‏

«موجبة» بفتح الجيم، وهو‏:‏ اسم مفعول من أوجب الشيء‏:‏ ألزمه، فموجبه‏:‏ مقتضاه ومطلوبه، ومدلوله، تشبيهاً بذلك‏.‏

«أنت خلية وبرية» إلى آخر الباب‏.‏ الخلية في الأصل‏:‏ الناقة تطلق من عقالها ويخلى عنها، ويقال للمرأة‏:‏ خلية‏.‏ كناية عن الطلاق، قاله الجوهري، والبرية‏:‏ أصله‏:‏ بريئة بالهمز، لأنه صفة من بَرَأَ من الشيء براءة، فهو بريء‏.‏ والأنثى‏:‏ بريئة، ثم خفف همزه كما خفف برية‏:‏ في ‏{‏خير البرية‏}‏ فعلى هذا يجوز أن بريئة بالهمز، وبرية بغير همز‏.‏ وبائن، أي‏:‏ منفصلة، من بانت تبين، ويقال‏:‏ طلقةِ بائنة‏:‏ فاعلة بمعنى‏:‏ مفعولة، وبتة‏:‏ بمعنى‏:‏ مقطوعة، وهي في الأصل‏:‏ المرة، من بته يبته بتاً وبتة‏.‏ يقال‏:‏ طلقها ثلاثاً بتة، وصدقةٌ بتةٌ، أي‏:‏ منقطعة، وبتلة بمعنى‏:‏ منقطعة، من قولهم‏:‏ بتل الشيء‏:‏ إذا قطعه، وسميت مريم عليها السلام البتول، لانقطاعها عن الرجال، وفاطمة الزهراء البتول، لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً، وديناً، وحسباً‏.‏ وقيل‏:‏ لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى‏.‏

والحرج‏:‏ بفتح الحاء والراء‏:‏ الضيق، يقال‏:‏ حرج بكسر الراء يحرج حرجاً‏:‏ بفتحها في المضارع والمصدر، فقولهم في الكناية‏:‏ أنت الحرج‏:‏ من باب الوصف بالمصدر مبالغة، أو على حذف المضاف، أي‏:‏ ذات الحرج، وخليتك وأنتِ مخلاة، أي‏:‏ طلقتك فأنت مطلقة، من قولهم‏:‏ خلى سبيله، فهو‏:‏ مخلى، وأنت واحدة، أي‏:‏ منفردة، واستبري أصله الهمز، لأنه من قولهم‏:‏ استبرأت الجارية‏:‏ إذا تركتها حتى يبرأ رحمها، وتتبين حالها، هل هي حامل، أم لا‏.‏

واعتزلي‏:‏ اعتزل الشيء‏:‏ إذا كان بمعزل منه، فمعنى اعتزلي، أي‏:‏ كوني وحدك في جانب‏.‏ وحبلك على غاربك، الغارب‏:‏ مقدم السنام، ومعنى حبلك على غاربك‏:‏ أنت مرسلة مطلقة، غير مشدودة، ولا ممسكة بعقد النكاح‏.‏

«ولا سبيل لي عليك» السبيل‏:‏ الطريق‏:‏ يذكر ويؤنث، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قل هذه سبيلي‏}‏ فأنث، وقال‏:‏ ‏{‏وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً‏}‏ فذكَّر، ‏(‏ولا سلطان لي عليك‏)‏ أي‏:‏ لا ولاية لي عليك، والسلطان‏:‏ الوالي، من السلاطة‏:‏ القهر‏.‏

«واقربى» بضم الراء‏:‏ أمر من قرب، بضم الراء، من الشيء قربا‏:‏ صار قريباً منه، والله أعلم‏.‏

باب ما يختلف به عدد الطلاق

«طلقات» بقتح الطاء واللام لا غير‏.‏

«ما أرى» أُرى‏:‏ بضم الهمزة‏.‏ كذا قرأته على المشايخ، وهو ظاهر حال الامام أحمد، فإنه كان متهيِّباً للفتوى في كثير من الفتاوى، لا يجزم، بل يقول‏:‏ أرجو، أو أخاف، ونحو ذلك‏.‏

«بِنَّ منه» فعل ماض معتلُّ العين محذوفها لالتقاء الساكنين، مكسور أوله لكون عينه ياءً مدغمةً لامه في نون ضمير الفاعلات، فنظيره قولك‏.‏ النساء مِنَّ، بمعنى‏:‏ كَذَّبْنَ، ولِنَّ‏:‏ كُنَّ ليِّنات، والله أعلم‏.‏

باب الاستثناء في الطلاق

الاستثناء‏:‏ مصدر استثنيت، وهو إخراج الشيء مما دخل فيه غيره بـ «إلا»، أو إحدى أخواتها، فإذا قال‏:‏ أنت طالق ثلاثاً إلا واحدة، فقد أخرج الواحدة مما دخل فيه الاثنان، وهو لفظ الثلاثة، فالمستثنى‏:‏ داخل لفظاً غير مراد معنىً، والله تعالى أعلم‏.‏

باب الطلاق في الماضي والمستقبل

أمسِ‏:‏ اسم مبني على الكسر، معرفة، ومن العرب من يعربه، فإن دخله الألف واللام، كقولك‏:‏ مضى الأمس المبارك، أو أضيف، كقولك‏:‏ مضى أمسنا، أو صيّر نكرة، كقولك‏:‏ كل غدٍ صائر أمساً، كان معرباً‏.‏

«أو خرس» هو بكسر الراء‏:‏ إذا ذهب نطقه‏.‏

«لأشربنَّ ماء الكوز، ولأقتلنَّ، ولأصعدن، ولأطيرنَّ» أكد الجميع بالنون، لأنه جعل جواباً للقسم، أجرى قوله‏:‏ أنت طالق مجرى القسم، فصار كقولك‏:‏ والله لأشربن‏.‏

«صعدت» بكسر العين، والتاء، أي‏:‏ طَلَعْت‏.‏

«طلقت الأولى في الحال، والثانية في أول المحرم، وكذلك الثالثة»‏.‏

الأولى‏:‏ منصوب تقديراً على المصدر، والثانية‏:‏ معطوف عليه، ويجوز رفعها، أي‏:‏ وتقع الثانية، وأما الثالثة، فالجيد رفعها بالابتداء، والخبر «وكذلك»، ويجوز النصب على المصدر، أي‏:‏ وكذلك تطلق الثالثة، أي‏:‏ الطلقة الثالثة‏.‏

باب تعليق الطلاق بالشروط

«دين» مبني للمفعول، يجوز أن يكون من دُيِّنَ بمعنى‏:‏ مُلِّك، قال الحطيئة‏:‏

لقد دُيِّنْتَ أمر بنيك حتى

تركتهمُ أدقَّ مِنَ الطَّحين

كأنه ملك أمر بنيه، ويجوز أن يكون من دينت الرجل تديينا‏:‏ إذا وكلته إلى دينه، فهو وكل في نيته إلى دينه‏.‏

«وأدوات الشرط ستة» كذا وقع بخط المصنف رحمه الله‏:‏ ستة، بالهاء، والوجه‏:‏ ست بحذفها، ويمكن يخرجه على الحمل على المعنى، على تأويل الأدوات بالألفاظ جمع لفظ، واللفظ، مذكر، ونظير ذلك قول الشاعر‏:‏

ثلاثة أنفس وثلاث ذودٍ

لقد جار الزمان على عيالي

والنفس‏:‏ مؤنثة، لكنها أُريد بها الإنسان‏.‏

«إن، وإذا، ومتى، ومن، وأي، وكلما» «إن»‏:‏ المكسورة المخففة الرابطة بين جملتي الشرط والجواب، موضوعة للشرط، وهو ربط الجزاء بالشرط، فيوجد بوجوده، ويعدم بعدمه من جهته، فإذا قال‏:‏ إن دخلت الدار فأنت طالق، دار الطلاق بدخول الدار مع دخولها وجوداً، وعدماً‏.‏ ثم تضمنت معناها أسماء، فربطت كربطها، وهي المذكورة، فمنها «إذا»‏:‏ وهي‏:‏ ظرف لما يستقبل من الزمان غالباً، متضمنة معنى الشرط غالباً، فإذا قال‏:‏ إذا قمت فأنت طالق، كان ذلك شائعاً في الزمن المستقبل، متى حصل قيامها فيه، طلقت‏.‏ ومنها «متى» وهي ظرف زمان، متضمن معنى الشرط، شائع في الزمن المستقبل، فأي زمنٍ وجد فيه الشرط، يعقبه جزاؤه، ومنها «من» وهو اسم متضمن معنى الشرط، موضوع لمن يعقل، شائع فيه، فإذا قال‏:‏ من دخلت الدار فهي طالق، أو فهي حرة، كان شائعاً في نسائه، وإمائه، ومنها «أي» وهو اسم متضمن معنى الشرط، شائع فيما يضاف إليه كائناً ما كان، كقوله‏:‏ أي امرأة قامت فهي طالق، وأي مكان جلست فيه فأنت طالق، وأي زمان حللت فيه فأنت طالق، ونحو ذلك، ومنها «كلما» فـ «كل»‏:‏ اسم موضوع للعموم، مقتضٍ للتكرار كما ذكر‏.‏ و«ما» ظرفية، أي‏:‏ كل وقت فعلت كذا فأنت طالق، فإن حذفت منها «ما»‏:‏ عمت بحسب ما تضاف إليه، كقولك‏:‏ كل امرأة تقوم فهي طالق، فهو شائع في النساء، وكل يوم أو موضع جلست فيه، فأنت طالق، ونحو ذلك‏.‏

«وكلها على التراخي» إذا تجردت عن «لم»، فإن اتصل بها «لم»، صارت على الفور، إلا أنه إذا علَّق الطلاق بغير «إن» و«إذا» بإيجاد فعل، كان على التراخي، لأنه معلق بذلك لا يوجد قبله، وإذا علق بالنفي، كان على الفور، لأنه إذا مضى عقيب اليمين أي زمن كان لم يوجد فيه الفعل، فقد وجدت الصفة‏.‏ وأما «إن» فلا تقتضي وقتاً أصلاً، إلا من جهة لزوم الفعل وقتاً يقع فيه، فهي مطلقة في الزمن كله، وأما «إذا» ففيها وجهان‏:‏ الفور، والتراخي، بناءً على الشرط كـ «إن»، والظرفية، كـ «متى»‏.‏

«وإن قال العامي» العامي‏:‏ منسوب إلى العامة الذين هم خلاف الخاصة، لأن العامة لا تعرف العلم، وإنما يعرفه الخاصة، فكل واحد عاميّ بالنسبة إلى ما لم يحصّل علمه، وإن حصل علماً سواء‏.‏

«الجزاء» أي‏:‏ الجواب، فجواب الشرط يسمى جواباً وجزاءً‏.‏

«بمقتضاه» أي‏:‏ بمطلوبه‏.‏

«فضرائرها طوالق» جمع‏:‏ ضرَّة؛ سميت به، لما بينهما من المضارة‏.‏

«بالعكس» مصدر عكس الشيء‏:‏ ردَّ آخره على أوله، فالعكس هنا‏:‏ عدم وقوع الطلاق بوجود الحمل، وكان يقع الطلاق بوجود الحمل‏.‏

«ولغا ما زاد» أي‏:‏ سقط ما زاد‏.‏

«بالمشيئة» المشيئة‏:‏ الارادة‏.‏ وأصلها‏:‏ الهمز، تقول‏:‏ شاء الشيءَ يشاؤه مشيئة وشيئاً، ويجوز تليين همزته، فتصير ياءً، ثم تدغم في الياء فتصير، مشيَّة بوزن‏:‏ بريَّة‏.‏

«من بشرتني» التبشير‏:‏ الاخبار بما يظهر أثره على البشرة، وهو ظاهر جلد الإنسان، سواء كان خيراً أو شراً، لكنه لا يستعمل في الشر إلا مقيداً به، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً‏}‏، وعند إطلاقه، لا يكون إلا في الخير‏.‏

«بَرَّ» بفتح الباء، أي‏:‏ صدق‏.‏ يَبَرُّ بفتحها‏.‏

باب التأويل في الحلف

«لتخبرني» هو بكسر الراء، مسند إلى ياء المخاطبة محذوفة‏.‏

«على بارية» الباريَّة بالتشديد‏:‏ هي المنسوجة من القصب، يقال لها‏:‏ باريٌ، وباريّة، وبوريّ، بتشديد الثلاث، وباريّاءُ، وَبُوْرِيَّاء، ممدودين‏:‏ خمس لغات‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ البورياء بالفارسية، وهي بالعربية‏:‏ باريُّ، وبُوْرِيُّ‏.‏

«يعمل من البيض ناطفاً» الناطف‏:‏ القُبّيْطَى، وهي ضرب من الحلواء‏.‏

كتاب الرجعة

الرجعة‏:‏ بفتح الراء، وبكسرها‏:‏ مصدر رجعه‏:‏ المرة، والحالة، وهي ارتجاع الزوجة المطلقة غير البائن إلى النكاح من غير استئناف عقد‏.‏

ولما تغتسل» لمَّا مشددة الميم‏:‏ حرف نفي، أي‏:‏ ولم تغتسل‏.‏

«ولحظة» اللحظة‏:‏ المرة، من لحظه‏:‏ إذا نظر إليه بمؤخر عينه، والمراد بها هنا‏:‏ الزمن اليسير قدر لحظة على حذف المضاف، وتثنيتها‏:‏ لحظتان، أي‏:‏ قدر لحظتين‏.‏

كتاب الإيلاء

الايلاء بالمد‏:‏ الحلف، وهو‏:‏ مصدر‏.‏ يقال‏:‏ آلى بمدة بعد الهمزة، يؤلي إيلاءً، وتألىَّ وأتلى، والأليّة، بوزن فعيلة‏:‏ اليمين، وجمعها ألايا‏:‏ بوزن خطايا، قال الشاعر‏:‏

قليل الألايا حافظ ليمينه

وإن سبقت فيه الأليَّة برَّت

والألوة بسكون اللام، وتثليث الهمزة‏:‏ اليمين أيضاً‏.‏

والايلاء شرعا‏:‏ حلف الزوج ـ القادر على الوطء ـ بالله تعالى، أو صفة من صفاته، على ترك وطء زوجته في قبلها مدة زائدة على أربعة أشهر‏.‏

«لا اقتضضتك» اقتضضك بالقاف والتاء المثناة فوق، قال أهل اللغة‏:‏ اقتضاض البكر، وافتراعها بالفاء، بمعنى، وهو‏:‏ وطؤها، وإزالة بكارتها بالذكر، مأخوذ من‏:‏ قضضت اللؤلؤة‏:‏ إذا ثقبتها‏.‏

«أو لاباضعتك، أو لاباعلتك، أو لاقربتك، أو لامسستك» باضعتك‏:‏ بمعنى جامعتك، وهو فاعد من البضع‏:‏ النكاح، والفرج‏.‏ وباعلتك، من البعال‏:‏ النكاح، وقربتك، بكسر الراء، أي‏:‏ لاغشيتك، قاله ابن القطاع في «أفعاله»‏.‏ ومسستك، بكسر السين الأولى، وفتحها لغة، أي‏:‏ لاوطئتك، عن ابن القطاع أيضاً‏.‏

«بالحنث» الحنث في اليمين‏:‏ نقضها والنكث فيها، يقال‏:‏ حنث يحنث، وكأنه من الحنث‏:‏ الاثم والمعصية‏.‏

«أو شلل» الشلل، بفتح الشين، واللام‏:‏ مصدر شللت بكسر اللام، وهو، فساد اليد‏.‏ والمراد هنا‏:‏ فساد الفرج‏.‏ تقول‏:‏ شل بفتح الشين، ولا يقال‏:‏ شُلَّ بضمها، بل يقال‏:‏ اشِلَّ بضم الهمزة‏.‏

«وفيئته» الفيئة‏:‏ الرجوع عن الشيء الذي يكون قد لابسه الإنسان، وباشره، والمراد بها هنا‏:‏ الرجوع إلى جماعها، أو ما يقوم مقامه‏.‏

«وإن طرأ بها» طرأ بالهمز‏:‏ إذا جاء مفاجأةً، يطرأ طرءاً وطروءاً، وقد يترك همزه‏.‏ فيقال‏:‏ طرا يطرو طروّاً‏.‏

«فإني ناعس» النعاس‏:‏ الوسن، وهو مبدأ النوم‏.‏ تقول‏:‏ نعست أنعس نعاساً، فأنا ناعس ونعسان‏.‏ عن ابن سيده‏.‏ وامرأة نعسى، كوسنان ووسنى‏.‏

«امرأة عدل» عدل‏:‏ مصدر، والمصدر إذا وصف به لا يؤنث، ولا يثنى، ولا يجمع، والأصل‏:‏ امرأة ذات عدل‏.‏

كتاب الظهار

الظهار، والتظهر، والتظاهر‏:‏ عبارة عن قول الرجل لامرأته‏:‏ أنت عليَّ كظهر أمي، مشتق من الظهر، وخصوا الظهر دون غيره، لأنه موضوع الركوب، والمرأة مركوبة إذا غشيت، فكأنه إذا قال‏:‏ أنت عليَّ كظهر أمي، أراد‏:‏ ركوبك للنكاح حرام عليَّ، كركوب أُمي للنكاح، فأقام الظهر مقام الركوب، لأنه مركوب، وأقام الركوب مقام النكاح، لأن الناكح راكب‏.‏ وهذا من استعارات العرب في كلامها‏.‏

«كوجه حماتي» قال الجوهري‏:‏ حماة المرأة‏:‏ أُم زوجها، فالأحماء في اللغة‏:‏ أقارب الزوج، والأختان‏:‏ أقارب الزوجة، والصهر‏:‏ لكل واحد منهما، ونقل ابن فارس في «المجمل» أن الأحماء كالأصهار، فعلى هذا يقال‏:‏ هذه حماة زيد، وحماة هند‏.‏

«المريض المأيوس» اسم مفعول من يئس من الشيء‏:‏ إذا انقطع أمله منه، وهو مهموز بوزن مأكول‏.‏

«ولا النحيف» وهو الرقيق الضعيف‏:‏ صفة من نحفُ بضم الحاء، وكسرها لغة فيه‏.‏

«في اختيار شيوخنا» أي‏:‏ شيوخ مذهبنا، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه‏.‏ يعني‏:‏ أن هذه الرواية اختارها الخرقي، وغيره‏.‏ قال القاضي أبو يعلى‏:‏ وهو الصحيح‏.‏

«والمجدع» الجدع‏:‏ قطع الأنف، والأذن، والشفة، وهو بالأنف أخص‏.‏ يقال‏:‏ رجل أجدع، ومجدوع، فأما مجدَّع، فللتكثير، لأنه لما كرر جدع أنفه، وأذنه، كثر الجدع فيه، فقيل‏:‏ مجدَّع، فإن جدع أحدهما أجزأ، بل لو جدع أذناه معاً أجزأ، نص على ذلك في «المغني»‏.‏

«من أوسط ما تطمعون أهليكم» قال الجوهري‏:‏ الوسط من كل شيء‏:‏ أعدله، يقال‏:‏ شيء وسط‏:‏ بين الجيد والرديء‏.‏ وقال عبَيدة السلماني‏:‏ الأوسط‏:‏ الخبز، والخل‏.‏ والأعلى‏:‏ الخبز، واللحم‏.‏ والأدنى‏:‏ الخبز البحت، والكل مجزىء‏.‏ والله أعلم‏.‏

كتاب اللعان

اللعان‏:‏ مصدر لاعن لعانا‏:‏ إذا فعل ما ذكر، أو لعن كل واحد من الاثنين الآخر‏.‏ قال الأزهري‏:‏ وأصل اللعن‏:‏ الطرد، والابعاد‏.‏ يقال‏:‏ لعنه الله، أي‏:‏ باعده‏.‏

دعوت به القطا ونفيت عنه

مقام الذئب كالرجل اللعين

أي‏:‏ الطريد‏.‏ والتعن الرجل‏:‏ إذا لعن نفسه من قبل نفسه، واللعان لا يكون إلا من اثنين، يقال‏:‏ لا عن امرأته لِعاناً، وملاعنة، وتلاعنا، والتعنا‏:‏ بمعنى واحد، ولا عن الامام بينهما، ورجل لُعَنَة، بوزن همزة‏:‏ إذا كان يلعن الناس كثيراً، ولُعْنة، بسكون العين‏:‏ يلعنه الناس‏.‏

«بغير حضرة الحاكم» حضرة الحاكم بمعنى‏:‏ حضوره، مثلث الحاء‏.‏

«فإن كانت المرأة خفرة» بفتح الخاء المعجمة، وكسر الفاء‏:‏ الشديدة الحياء، خفرت، بكسر الفاء تخفر خفراً، فهي خفرة، ومختفرة، وهي ضد البرزة‏.‏

«ولا يعرض للزوج» يعرض، بضم الياء على النباء للمفعول، أي‏:‏ لا يتعرض له‏.‏ نقل الجوهري عن الفراء، يقال‏:‏ مر بي فلان فما عرضت له، بفتح الراء، وكسرها‏.‏ قال يعقوب‏:‏ ولا تقل‏:‏ مع يعرِّضك بالتشديد‏.‏

«أَو هنىء» مبني للمفعول‏.‏ يقال‏:‏ هنئت بكذا‏:‏ فرحت به، وهنَّأته به‏:‏ فرَّحته، وهنِّىء به‏:‏ فرح، كله بالهمز‏.‏ قال الجوهري‏:‏ التهنئة‏:‏ خلاف التعزية‏.‏

«أو أمَّن على الدعاء» أمّن‏:‏ إذا قال عند الدعاء‏:‏ آمين، وقد تقدم الكلام على معنى «آمين» والله أعلم‏.‏

كتاب العدد

العِدد‏:‏ جمع عِدَّة بكسر العين فيهما، وهي‏:‏ ما تعدُّه المرأة من أيام أقرأتها، وأيام حملها، أو أربعة أشهر وعشر ليال للمتوفى عنها، قال ابن فارس، والجوهري‏:‏ عدة المرأة‏:‏ أيام اقرأئها، والمرأة معتدة‏.‏

«قبل المسيس» المسيس‏:‏ اللمس‏.‏ قاله الجوهري‏.‏ وأصل اللمس باليد، ثم استعير للجماع، لأنه مستلزم للمس غالباً، وكذا استعير للأخذ، والضرب، والجنون‏.‏

«وإن ارتابت» أي‏:‏ حصل لها ريب، وهو الشك‏.‏ يقال‏:‏ رابني الشيء‏:‏ إذا رأيت منه ريبة، وهي التهمة، وهذيل تقول‏:‏ أرابني‏.‏

«وانتفاخ البطن» بالخاء المعجمة‏:‏ ارتفاعه، ويقال‏:‏ أخذته نفخة، مثلث النون‏:‏ إذا انتفخ بطنه، ويجوز انتفاخ البطن بالجيم، من قولهم‏:‏ انتفج جانباً البعير‏:‏ إذا ارتفعا، ونفج ثديُ المرأة قميصَها‏:‏ إذا رفعه‏.‏

«وحد الاياس» يقال‏:‏ يئس من الشيء، وأيس منه، يأساً فيهما، فحقه أن يقول‏:‏ فحَدُّ اليأس، فأما الاياس، فمصدر آيسه من الشيء إياساً‏.‏ فالآيسة قد آيسها الله تبارك وتعالى من الحيض، فلذلك استعمل مصدره، لكن استعمال المصنف رحمه الله تعالى يأبى ذلك في قوله‏:‏ يئست، ويئسن، وآيسة‏.‏

«والجارية التي أدركت» أي‏:‏ بلغت الحلم‏.‏ عن السعدي‏.‏

«والسائح» السائح‏:‏ الذاهب في الأرض للتعبد والترهب، قاله الجوهري، والسعدي، وغيرهما‏.‏ وقال عطاء‏:‏ السائحون‏:‏ الغزاة‏.‏ وقال عكرمة‏:‏ طلبة العلم‏.‏

«ويجب الاحداد» الاحداد‏:‏ مصدر أحدَّث المرأة على زوجها‏:‏ إذا تركت الزينة لموته، فهي محد‏.‏ ويقال أيضاً‏:‏ حدت تحد، بكسر الحاء وضمها، فيكون في مضارعه ثلاث لغات‏:‏ واحدة من الرباعي، واثنتان من الثلاثي‏.‏ والحِداد، بكسر الحاء‏:‏ ثياب سود يحزنَّ بها‏.‏ والحدُّ‏:‏ المنع، فالمحدة‏:‏ ممتنعة عن الزينة‏.‏

«والحفاف واسفيداج العرائس» الحفاف، بكسر الحاء‏:‏ مصدر حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه، حفّا، وحفافاً، واحتفت مثله، والمحرم عليها إنما هو نتف شعر وجهها، فأما حفه، وحلقه، فمباح، نص عليه أصحابنا‏.‏ والاسفيداج معروف، يعمل من الرصاص، ذكره الأطباء في كتبهم، ولم أر أحداً من أهل اللغة ذكره، والألف في العرب، لكونها لفظة مولَّدة‏.‏ والعرائس‏:‏ جمع عروس، قال الجوهري‏:‏ يقال‏:‏ رجل عروس في رجال عُرُسٍ، وامرأة عروس في نساء عرائس‏.‏ وأعْرَسَ الرجل‏:‏ بنى بأهله، أو عمل عرساً‏.‏ ولا يقال‏:‏ عَرَّسَ، والتعريس‏:‏ نزول آخر الليل لنوم أو راحة‏.‏

«وتجنب النقاب» النِّقَاب بالكسر‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ النقاب عند العرب‏:‏ الذي يَبْدو منه محْجَر العبن، ويقال‏:‏ انتقبت المرأة، وإنها لحسنة النِّقبة بالكسر‏.‏

«وأما المبتوتة» المبْتُوتَة‏:‏ مفعولة، من بَتَّ الطلاق‏:‏ إذا قطعه، يقال‏:‏ بَتَّ الطلاق، وأَبَتَّه، فالأصل‏:‏ المبتوت طلاقها، فحذف المضاف وأُقيم المضاف إليه مقامه، فصار ضميراً مستتراً‏.‏ والمراد هنا بالمبتوتة‏:‏ البائن بفسخ، أو طلاق، والله أعلم‏.‏

باب استبراء الاماء

الاستبراء‏:‏ استفعال مِن بَرَأ، ومعناه‏:‏ قصد علم براءة رحِمها من الحمل بأخذ ما يُسْتَبرأ به‏.‏

«من الوفاة حسب» حَسْبُ‏:‏ مبني على الضم، لقطعه عن الافاضة، كـ «قبلُ» و«بَعْدُ»‏.‏ قال الجوهري‏:‏ كأنَّك قلت‏:‏ حسبي، أو حسبك، فأضمرت، فلذلك لم تُنوّن، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏